فؤادى بالأحبـــة ما نهـــنى وجسمى حين زاد الوجــد أنا
وإنى ساهـــر والليل جنا سمعت سويجع الآثلات غنا
على مطلولة العذبــات رنــا
يروم بحسن لحن صدق وعـــد لموعود يواصل ذات مجــد
يغرد مطرباً من فــرط وجد أجابته مغـــردة بنجد
وثلث بالإجابة حــين ثنى
تركت مطامعى ولزمت صومى ودمت على الصبابة بين قومى
عذولى لامنى وأطال لومـــى وبزق الأبرقين أطــار نومى
وأحرمنى طـروق الطيف وهنــا
وكم ساق الغرام إلى جيفاً من البلوى وكم جافيت فرشا
وعاد الأنس بعد القرب وحشاً وذكرنى الصبا النجدى عيشا
بذات البان ما أمــرا وأهــنا
لقد ذلت إلى الأحباب نفسى لتصبح فى معزتهم وتمسى
ولما كان طول البعد ينسى ذكرت أحبتى وديار أنسى
وراجعت الزمان بهم فضنا
كفانى فى الغرام أموت هما وحسبى أن هجرت الزاد والما
وذاب الجسم والهجران عما وكاد القلب أن يسلو فلما
تذكر أبرق الحنان حنا
ألا سر بالعراق إلى العقيق وعرج نحو كثبان الفريق
سألتك بالصداقة ياصديقى ترفق بى فديتك من رفيق
فما عين سويهرة كوسنا
عذاب الحب عذاب عند صبى وأعذب منه وصل بعد هجر
فما ضوء النجوم كضوء بدر ولا عين رأت من خلف ستر
كعين شاهدت حسا ومعنى
أخا الفتيان ياحاوى المعانى لعمرك إننى فى الحب فانى
تأن فليس خبر كالعيان وقف بى فى الطلول وفى المعانى
لأندب يافتى طللاً ومغنى
رياح الأنس مالك لا تهبى ومالك ياعيونى بالتصبى
ألا نوحى وصبى الدمع صبى لعل النوح يطفى نار قلبى
يقلبه الهوى ظرهاً وبطنا
خليلى لا تسل فى الحب عنى ودعنى فى الترجى والتمنى
فإنى ذائق ألم التجنى أعيذك ما بليت به فإنى
على أثر الفريق شجى مغنى
لقد قاسيت من بعد وقرب سكرت صبابة من غير شرب
أنا صب الغرام قتيل حب أشارك فى الصبابة كل صب
إذا ما الليل جن عليه جنا
فلو قسمت أهيل العشق صبرى لما بلغوا به معشار عشرى
وما حملت جبال الأرض نهرى ولو بسط الهوى العذرى عذرى
لما قاسيت سنة فنيس لبنى
فتشكرنى نغمات المعانى وتطربنى مزامير المغانى
لأنى فى التباعد والتدانى ولعت بجبرة الشعب اليمانى
ولوعاً زادنى كيداً وحزنا
أميل إلى محبتهم بطبعى وحبى لا يزول بأى نوع
وليس تباعدى عنهم بمنع أكاتبهم وقد بعدوا بدمع
فرادى فى محاجرهم ومثنى
ألا يا حادى الأظعان نادى بنشر قضيتى فى كل وادى
وصن سهدى وبعدى وانفرادى فلا أدرى أهم ملكو قيادى
بعقد البيع أم قبضوه رهنا
شغفت لحبهم ولبثت عمراً ولم أطق السوى سوداً وحمرا
ولا بكراً ولا زيداً وعمرا ثملت بهم وما خامرت خمرا
معتقة ولا دانيت دنـــا
إذا صاحت طيور الأيك ليلاً تزيد حشاشتى طبراً وميلا
وأنشدنى لسان الوجد قولاً ألا ياساجع الأثلات مهلا
ففى الأيام ما أكفى وأغنى
لعلك يا سويجع كنت شغفا وقد أصبحت فرد الحب روعا
فإنك قد جعلت النوع طبعا تأن ولا تضق بالأمر ذرعا
فكم بالنجح يظفر من تأنى
إذا رمت النعيم بخبر ظل فثق بالله لا بابن وخل
ودع ما شئت من حسد وغل ولا تمدد يداً بسؤال ذل
إلى غير الذى أغنى وأفنى
فكم بالعفو فضلاً فاز جانى وكم من صامت نال الأمانى
وكم حكم خفيات المعانى فبالأقدار يرزق غير عانى
بلا سعى ويحرم من تعنى