فؤادى بأهل اليقين اجتمع وللحق بالبينات اتبع
وأحفظ قلبى من العالمين وأعــ رف من صد فى المجتمع
ورب مقام تذوقته ولكن أرى سره لم يذغ
قالوا الجماعة فى ذكركم وأنتم قيام مقام البدع
فقلت نعم وهى ما نبتغى وفى عرفنا أحسن المتبع
أرى بدعة لا تصادم فرضاً وتثمر خيراً أجل الورع
أتانا الكتاب بذكر الإله وحسبك فى نصه ما استطع
وتنشط فى الحركات الجسوم ألم تر أن الصلاة ركع
وأن الرجال بها كالغصون تميل مع الريح لا تمتنع
وأن الجماعة مفروضة وحسبك فرضاً صلاة الجمع
وذكر الإله قيام الصلاة فخل انتقادك فهو قذع
وأن التمايل يذكى القلوب ولولاه كان الخمول وقع
ومن يتق الله يجعل له من الأمر مخرجه المنتجع
عليك بربك فى كل حالٍ وثابر على الذكر ثم اتبع
فنحن مع الله فى سيرنا وأنفسنا للسوى لم تسع
فلا تحسبونا جهلنا الحبيب ولكننا باسمه نرتفع
ونعرف عند اليمين اليمين ونترك عند الشمال الجزع
وكل محب ينادى الكريم مع الخوف فى نفسه والفزغ
فيرحمه الله من كربه ويهديه فى ذكره ما اتبع
ترانى أحب قلبى يخاف ومن خاف يأمن يوم الهلع
أداوى النفوس بعلم النفوس أذوقها الأدب المنتزع
* * *
عرفتك إذ روحى لذاتك تفرد وأنزل مافى مهجتى وأوحد
وأغسل قلبى من سواك ولم أجد لنفسى إلا نور ذاتك تشهد
أطوف وأسعى بالعبادة صادقاً وإنى بغير الشرع لا أتعبد
وإن أنا بالأرض اتخذت مساجدى فقلبى لنور الله بيت ومسجد
وإن يعبدوا خوفاً عبدتك رغبة ولى لذة فى رغبتى تتجدد
وأسبغ ثوب الذل فوقى لعلنى أرى يوم ألقى الله ما أنا أقصد
وإ، شرف الناس الثراء فإنما بك الشرف الأسمى وتقواك تقصد
أفيقوا عباد الله واعتصموا به وكونوا على عرفانه وتوطدوا
لاتلجأوا للغى فالغى سبة وإن تلجأوا للغى فى الغى تطردوا
وهل يعد ذكر الله للعبد نعمة بها يرتجى منه النجاة ويسعد
ومالذة العشاق إلا يقينهم إذا خففوا الشجوى علوا وتفردوا
إذا نظروا فازوا إن سهروا ارتقوا وإن عرفوا طابوا وإن يضحوا هدوا
فقلبك أدبه عن الناس كلهم ولاتعترض عبداً مسالكه ددو
فكم مذنب قد صادفته عناية فعاد وقوراً بالمتابة يسجد
وكم طائع قد غره سهد ليله فظن العلا فى نفسه وهو مبعد
ومن لم يعلم نفسه قبل غيره فليس له نصح يراد ويحمد
* * *
لأهل التجلى فى محبتهم سر ومن نفثات القوم قد لمع البدر
لنا درجات المؤمنين وسيرنا على سنة المختار طاب بها الأجر
ولى قوة العشاق لو أن سكبتها على الصخر من عليائها نطق الصخر
ولو أن وجدى أدرك الطود بعضه لأصبح من نور الهدى تربة تبر
ولو أن وجدى أدرك الطير بعضه لأفصح بالإعجاز فى شدوه الطير
أريقو دمى فالحب ليس بهين وإنى امرؤ فى الوجد ما أنا مضطر
أخذت الهوى محض اختيارى ورغبتى وإن اختبار الحب عندى هو الخبر
وقفت على نجوى الإله جوانحى لذلك قلبى منزل كله ذكر
وأخليت قلبى من مناجاة غيره فأصبح طوداً لا يزلزله الغير
جعلت حياتى ذلة وتواضعاً ومثلى فى أقواله كمن الدر
وإنى إذا حدثت قومى فإنما أحدثهم علم يقال له شعر
ولم أك من أهل الخيال وإنما علوم الهدى من حكمتى فيضها بحر
ولست الذى فى كل وادٍ تفردوا ولكن وادينا المحبة والذكر
فما أنا بالمداح زيداً لماله ولا أنا بالهجاء إن منع البر
ولكن لى فى حضرة الله نشوة يطوف بها قلبى إذا ارتفع الستر
شرحت لهم شرح المحبين عن هدى وعند أولى الألباب لم يعرف الغير
اسارع مشتاقاً وأسكت هائماً وأنطق إجلالاً وما عاقنى سير
ففى يقظتى شوق وفى غفوتى هوى وفى مشيتى علم وفى وقفتى سر
اسارح متعتزاً بربى وذكره ومن يعتصم بالله ما ناله ضر
ومن يعتصم بالله يسلم من الورى ومن يتخلص من سواه له الخير
ومن يعتصم بالله يحفظ فؤاده ومن يتجه لله ثم له الأمر
ذكاؤك محسوب عليك فخله لربك تلقاه إذا حارب الدهر
* * *
أسعى لخلاقى وأقصد وجهه وعن المسير إليه لن أتخلفا
يامالكاً روحى ومانحها الهدى انظر إلى فأنت أكرم من عفا
إن قيل لى من قلت امرؤ فى ربه ساع وهذا فى انتسابى تكلفى
* * *
مررت على المروءة وهى تبكى فقد قلت من الدنيا الهداة
مدامعها على الدنيا حريق لقد ديست وأهملها الرواة
وحى للمروءة ليس يبنى يعد من الألى من قبل ماتوا
إذا فقد المروءة أى قوم فليس له من الدنيا حير
وإن مروءة من غير دين ضلال لاتقول به التفات
وأى مروءة والنبل يبكى لفقد الدين ليس له سمات
تركنا حد مولانا وراء تنازعنا بذاك النازعات
وقلدتا سوانا عن ضلال وقد لعبت بأكثرنا الغواة
أنبنى الدور من أجل الملاهى وهاتيك المساجد خاربات
وكم يلقى الفساد بنا احتراماً وأهل الحق فى الدنيا موات
إذا وعظ الورى الوعاظ يوماً فتسحر بالكلام الناشئات
مجلات تثير لنا فساداً غوان فى الصحائف عاريات
يسر بها الشباب ويقتنيها ولا بشرى الوضوء ولا الصلاة
إذا ما شاهدوا لكتاب دين بضاعتهم لديه كاسدات
وأوراق الملاهى فى انتشار بيوت الملاهى عامرات
وكم رمضان نحييه بإثم لياليه يلهو ساهرات
نحج البيت زواداً ولكن قلوب بعد ذاك مخربات
وكم ذا ندعى نعطى زكاةً وليس لنا مع المولى زكاة
نبيع ونشترى لكن حراماً وأبواب الحلال معطلات
وكم يغشوا الربا فينا جهاراً وتعجبنا الفتاوى الفاسدات
محاكمنا قد امتلأت نساء وهل ترضى بكثرتها القضاة
وأخلاق تمزق كل يوم ثياب بالضلال مرقعات
وكم داع إلى التقوى افتخاراً وليس له من التقوى صلات
وكم كثر الكلام على البرايا وضل العقل إذ قل الثبات
طباع الناس أمست كالأفاعى فأضعفها ملامس لاذعات
وأهل الحق قد كبتوا وأوذوا وأهل الزيغ فى صلف دعاة
لذاك أرى المروءة فى انتحاب فقلت علام تنتحب الفتاة
فقالت كيف لا أبلى وأهلى عدمتهمو فكلهم شتات
وأمسى حيهم ميتاً ومهما أجمعهم فهم قوم رفات
وإن أنصحهمو خلوا سبيلى أأنصح من تولية الوفاة
أقول لهم حدود الله فيكم يقال تأخر قالت صفات
وإن قلت احكموا بالدين يوماً يقال ضللتمو اين القضاة
هواة الإثم فى بلدى رعاة وأهل الزيغ بالبلدى سعاة
وأهل المال فى جهل تساموا وأهل العلم ليس لهم حياة
إذا زمن فقدنا الدين فيه فأيام السعادة ذاهبات
أفتش لا أرى أهلى أمامى جميعاً دون خلق الله ماتوا
* * *
تخل ولا تحفل بجن ولا إنس وعش فى هوى الرحمن تسعد بالأنس
وأقبل على مولاك بالقلب مخلصاً واسلم وسلم واتجه طالب القدس
وخذ لك بالإيمان أصدق وجهة وطهر بها نفساً عن الغى والرجس
تجرد تجد مولاك أكبر ناصر وفوض له ما كان فى الغد والأمس
حياة الورى حلو ومر وإنما حلا المر بالتوحيد من رقد الحس
ومن لا يرى إلا الإله مراده حرام عليه الخوض فى العرش والكرس
ومن يتعشق نوره وجلاله فليس له التشبيب بالبدر والشمس
وإنك لو عظمت دينك عالماً وعاملت بالحسنى وأدبت للنفس
وكنت على الأحداث بالله راضياً سواء عليك الموت أوساعة العرش
سعدت من الدنيا بربك محسناً ونلت من الأخرى العطاء بلا بخس
يقولون لى من أنت قلت موحداً إلى ربه يسعى ولم ير من بأس
إذا قيل لى اطلب قلت ربى مطلبى وإن قيل لى اشرب قلت أنواره كأس
وكل عهود قد تنكس أصلها ولكن عهد الله باق بلا طمس
سلونى عن العشاق قد ذقت حبهم وإنى لهم رأس إذا كان من رأس
وما هم سوى أعضاء جسمى وبزتى أصافحهم ماشئته لكن بلا لمس
وماحيلتى إلا انكسارى فى الحمى وإن انكسار القلب يكشف عن قدس
وحلو الهوى عندى لقاء أحبتى ومر الهوى بعدى وفى هجرهم تعس
وأعرف رحمانى وأدرك عفوه وأنهض معتزاً به وما أنا بالمنس
وإن حبال الوجد تربط مهجتى وقلبى بحب الله يعبق كالورس
وإن كنت فى سعد فذلك فضله وإن لم أكن من سادة العرب والفرس
فقل للذى يذكى الشراع دع الكرى تجد سفن الإحسان تجرى على اليبس
وسر فوقنا إن الإجابة للهدى إذا ما دعى الداعى ولاتك فى حدس
فكل الذى تراه والكون خلفه وما نفع التفريق بالنوع والجنس
حسبت الهوى سهلاً فخضت عبابه فطوراً به أطفو وطوراً به غطس
إلى أن أتتنى من لدنه عناية وصلت بها بر السلامة والأنس
* * *
متع فؤادك قبل موتك برهة بالذكر واستمتع بكل شذاه
وأقم دجاك مزوداً بشهوده فإذا سهرت دجاك نلت ضياه
وإذا اتجهت إليه كنت محبه وكفاك هذا والمحبة جاه
وأقم على ذكر ومت فى حبه من مات فيه هوى فقد أحياه
من كان وجهته المهيمن وحده فالله من كل الورى نجاه
والناس لا يلوون عن محبوبهم والصادق السارى يجاب دعاه
والليل صبح للمحب ورحمةً لم يلق ضيقاً كل من ناداه
وإذ صحبت فلا تصاحب مغرضاً أسمى الصحابة من أجاد تقاه
من لم يصاحب للسماحة والهدى لم يلق أصحاباً له ترضاه
والعفو عن عيب المصاحب واجب من يعف عمن صاحب استبقاه
من راح يأخذ غيره بعيوبه وبغض عما فيه ضل هداه
كم ضاحك لك حينما عاشرته شبهت بالأملاك من نجواه
نصب الأذى شركاً لصيدك خلسةً وجفاك تسخط من سعاة أذاه
وابن الطريق له أعادٍ حوله ياويل من لم ينتبه لعداه
جاهد تنل واصبر تفز واصدق تسد واسهر تذق واعبد يهبك عطاه
أتحب أن تعلو بغير مشقة لولا المشقة لا ينال علاه
ياأيها الأحباب هل من ذاكر عهداً مضى كنا ضياء سماه
كنا أولى أدب وفينا حكمة الفرد منا كوكب بسناه
عودوا بنا لليل نسهر بالهدى فالليل يكشف للمريد عطاه
أننام ليلاً ثم ندعى سادةً هذا الضلال البحت وا أساه
لاتطمئنوا للحياة وصفوها فالصفو قبل الموت ما أرداه
لا تركنوا للنوم فى أيامكم فالنوم للمشتاق بذر جفاه
سر يامريد على المبادئ صادقاً للمنتهى حتى تنال لقاه
* * *
يطيب لقلبى فى حبيبى وسائله وها أنا محتاج إليه وسائله
أحب وروحى فى روائح ذكره تهيم ودمعى فيه يكثر سائله
ولم آل جهداً فى الرجوع لذاته وقلبى لم تحكم عليه شمائله
وقد لذ لى ذلى إليه وخشيتى وللحب معنى لم تفتنى شمائله
أغنى ولكن لحن علم وحكمة فما أنا ممن بالنسيب نزاوله
ولكننى عبد الوقار مهذب وقلبى بسم الله كانت منازله
سألت فأعطانى رجوت فزادنى وإن كريم الكف ما خاب سائله
أحن على ذل وأهوى على هدى وأسرى على علم بقلبى أواصله
وقد زيف العشاق للحب والهوى ولكن على صدقى تضئ دلائله
وهل يدرك الآيات إلا رجالها وهل يعرف الوجدان إلا مزاوله
وذو الوجد لا يغضى عن الحب لحظةً به عاش حتى لو أصيبت مقاتله
شهدنا وشاهدنا وطابت نفوسنا فهامت به أرواحنا أن نسائله
أسامر ليلى خالياً بشهوده وقلبى بنور الحق فاضت مناهله
رضيت به حتى دخلت رياضه وأورق من زهر المعارف نائله
فقل للذى لم يشهد الوجد لا تجد عن الحق إن الحق قد خاب جاهله
فإن امرؤ بالشرع يعصم نفسه بعيد عليه أن تزيغ دخائله
* **
يافؤادى أى شئ أفزعك أصفاء العيش يوماً ودعك
لا تخادع إنما الحب له شدة إن لم تذقها ضيعك
أنا فيما أبتغى لا أعتدى وأريد العمر أقضيه معك
أنا لا أكذب قلبى وله وأرى الحكمة أنى أتبعك
قال لى الخالق إذا ناديته خذ كلام الحق وارهف مسمعك
لاترم غيرى وكن لى مخلصاً وأحذر الشركة إذ لن تنفعك
إنما الحب لنا إخلاصه وهو الطهر فخذه مرتعك
يامحب الله إن رمت العلا أصدق الحب وطهر أدمعك
أنت لو أسمعته منك الندا جاد بالرحمة حتى أسمعك
وإذا طاوعته فى المرتجى فهو يوم المرتقى ما ودعك
وإذا لازمته فى المبتغى واتبعت الدين يحسن مرجعك
وإذا قمت له وسط الدجى نور الله دواماً مضجعك
اذكر الموت وكن عبد الهدى تجد الخلق جميعً شيعك
لا تعجل أى شئ تبتغى اتبع الشرع وجانب بدعك
واجعل الحكمة دوماً منطقاً واجعل الحلم لديها مشرعك
وخذ العلم وكن من آله ثم علم بالرضا من يتبعك
لا تقل إلا الذى تعرفه وإذا تجهل فالزم موضعك
إن نصف العلم لا أدرى فإن قلتها فالله يحيى مربعك
اتبع القرآن والزم آيه لا ترى الشيطان يوماً زعزك
فإذا كنت بمفتى فى الورى هات ما تعرف واحفظ مرجعك
رب أمر لم تقسه عن هدى فإذا روجعت فيه صدعك
إنما اللذة فى الذكر فإن تذكر الله عليه جمعك
أيها الباكى على أحسابه لازم الحق تر الحق معك
* * *
وإذا العناية لاحظتك عيونها لايستذلك فى الورى إنسان
سلم لأمر الله لا تقف الهوى من سلم الأمر مثواه أمان
ومنازل التسليم خير وقاية ممن يخوض وماله عرفان
ماذا يفيدك أن تعلل رحمة أو أن يكون على القضاء بيان
تعس الذى لم يبغ إلا علة وقضى ولم يسطع له برهان
ومن البلادة أن ينقب عاجز عن سر من من خلقه الأكوان
خذ من حياتك عدة من شرعة إن الشريعة للهدى ميزان
يا أيها السارى إليه بقلبه لا يغلبنك فى الهوى شيطان
إن كنت تصدق فى يقينك لحظةً نم فالمخاوف كلهن أمان
* * *
ي آل بيت رسول الله حبكمو ثوب أعز به والصدق جمله
كأن حبكمو أصلى وناشئتى وإننى من قديم قد خلقت له
من يوم كنت صغيراً إذا سمعت بكم أصابنى فى فؤادى الوجد والوله
وإن حبكمو عز لراغبه من لم يسر نحوكم أعماله بله
إنى امرؤ باسم آل البيت متجه والقلب فى حبهم مولاه كمله
كفى بأن الذى يأوى لساحتكم مولاه بالعز والإشراق فضله
وكم ذليل على الأبواب محتسب تفتحت جنة البارى تظلله
آل النبى كرام لا يضيع لهم راج ومن أمهم فالله يوصله
قد آنسونى إذا أوحشت فى بلدى وكل من آنسوا ثم الهناء له
الوذ بالباب وحدى أستجير بهم من استجار بهم ربى تكلفه
وكل مدح حرام فى مذاهبه إلا مديحهم الرحمن حلله
فاعلم بأن بنى المختار مدحهمو فرض من الله فى القرآن أنزله
* * *
كيف ترقى رقيك الأنبياء وهمو عنك بالإنابة جاءوا
أنت للكل أول وابتداء أنت للبعث آخر وانتهاء
أنت أصل وهم لك الأجزاء ومليك وهم لك النصراء
شهد الله والنبيون جمعاً أنت أعطيت بالرضا ما تشاء
ورأيت الإله رؤية عين عجزت أن تحدها الآراء
وتكلمت معه من غير شك بكلام لم تحصه العقلاء
يا أصيل الأخلاق يا كامل القدر ويا من بأمره العلياء
يا عزيز الجوار يا حضرة القرب ويا من عزت به الأقرباء
يا نبيل المقام يا سيد الرسل ويا من جنوده العلماء
إن مدحنا حماك نلنا التجلى أوقصدنا علاك زال الداء
إن يكن بى مما فعلت سقام فمديحى ذات النبى شفاء
ويح قلبى إذا ذكرت ذنوبى يتولى الفؤاد منها عناء
وإذا ما وزنت تلك الخطايا ملك العين والفؤاد عماء
فإذا ما ذكرت أحمد يوماً زال عنى العمى وجاء الشفاء
ليس عندى من البيان كلام يا سماء ما طاولتها سماء
* * *
المصطفى ما زال يعلو قدره فسما الزمان أوائلاً وأواخرا
طهر فؤادك من شوائب غيه حتى تقابله فؤاداً طاهرا
يا سيدى ولقد غدوت مناجياً عمرى وبت مع الجلال مسامرا
كم من صغير جاء حيك تائباً أضحى يسود من الرجال أكابرا
والله ما طرأ العناء وساءنى إلا وأذكره فأصبح ظافرا
فإذا نهلت نهلت من نور الهدى وإذا سكرت سكرت علماً زاخرا
وإذا غفوت غفوت صبا مغرماً وإذا أفقت رأيته لى ناظرا
وإذا خشيت من العدو وكيده كان النبى هو الملاذ الناصرا
عودتنا منك الجميل فهب لنا منك الوصول ولا ترد الزائرا
أنا إن أكن جسماً بعيداً إنما روحى من النجوى تفيض سرائرا
أرسلتها بفم النسيم شهيدة وتزف باسمكم السلام العاطرا
فلكم فقير عز باسمك جاهه أمسى يساجل فى الملوك قياصرا
ولكم ذليل ناله من جاهكم قدر فأصبح بالمذلة قاهرا
ولكم بعينى قد نظرت لروحه فروى المعارف ناثراً أو شاعرا
قولى هو الحق الصريح فلم أكن أرجو بمدحك أن أسود مظاهرا
لم أنس حبك ما حييت وإن أمت أجد الغرام على مد منابرا
إن كنت صبا أكتم الوجدان فى قلبى يظنونى بحبك فاترا
أنا هائم ومن المحبة هائج كالريح قد أزجى السحاب الماطرا
فأصب فى الإحساس من مهج الورى حكماً تقلبها القلوب مزاهرا
يا هذه الأيام إنى ليس لى إلا رسول الله سراً ظاهرا
أنا كل شئ فى الحياة تركته ووقفت نفسى للنبى مثابرا
والوقف لا يشرى وليس يباع فى حال يدوم إلى القيامة حاضرا
أنا باسمكم وإلى اسمكم وبسوحكم فى رسمكم قلبى على الشعرى سرى
لم أنس أيام الطفولة حيثما كنت المؤمل لى وكنت الظافرا
ما زال حبك باقياً فى مهجتى يضفى على من اليقين سرائرا
ولقد غسلت بواطنى وظواهرى فى حبه حتى نسيت الطاهرا
نور النبى إذا تمكن من فتى لم يبق فيه صغاراً وكبائرا
فإذا رزقت محبة فبفضله وإذا كسبت فقد كسبت جواهرا
قل لى عليك صلاتنا وسلامنا حتى أعود على المحبة شاكرا
أرضيتنى كرماً وصاحبنى الرضا حتى وصلت فلست أسلك حائرا
ما زال فضلك فى البرية سائراً يسمو ويذكو بالنفوس ضمائرا
ولكن أراه فى العوالم صاعداً حتى غدا فى الكون مسكاً عاطرا
إليك وإلا لا تشد الركائب ومنك وإلا لا تنال الرغائب
وفيك وإلا فالرجاء مخيب وعنك وغلا فالمحدث كاذب
لديك وإلا لاقرر رطيب لى عليك وإلا لا تسيل السواكب
رضاك وإلا الغرام تضيع سناك وإلا فالبدور غياهب
* * *
تولى المصطفى أمرى فكانت لحظة العمر
وأسلمنى إلى بـــى فصارت ليلــة القدر
وأشرق نوره سحراً فتم الوصل بالفجر
وأصبح سره يسرى يمج لبهة الغير
وصرت أراه إذ ألقاه فى نجواى فى سرى
فــألفــنى وعـــرفــنى وشــرفنى بذا الســر
وأسرى بى غلى الباب وألقى بى إلى البحر
فقدمنى وكــرمنــى ونعمنى على فقــرى
وأبصــر لى وصور لى ويســر لى بلا عســر
ونـــادانى وكــنانى أبا الإخلاص واليســر
وكلمـــنى فعلمـــنى وهيمنــى على ستــر
وصــافــانى ووافــانى فعافــانى من الــوزر
وأدبنى وقـــربـــنى فغيبــنى بلا سكــر
وطـــهرنى وســــاورنى فأسكــرنى بلا خمـــر
وأنطـــقنى ومــا أدرى بمــا أدرى ولا أدرى
فــأذكار وأســــرار وأنــوار بنــا تســـرى
ونفسى ودعـــت أمســى فما تمســى علــى بشر
ووحشى قــد غــدا يمشى بلا نـــاب ولا ظــفــر
فسيرى مــات فى صدرى بلا لحــد ولا قـــبر
وقلبى بـــات من حبـــى كبستان مــن الزهـــر
لا تحارب بالعذل قلب محــب عالج الشوق عمره ولهانا
وتلطف به فقد حكم الشــو ق عليه فلن يفيق جنانا
ليس تدرى اللظى جوانح صب أجج الحب قلبه نيرانا
أدمعى الزاخرات لم تطف شوقى قد ثوى الشوق بالحشا بركانا
أنا لو أشرب البحار جميعاً لم أزل فى محبتى ظمآنا
لست أروى إلا بلقياك يــا رب فهذا اللقاء أسمى رجانا
رغب الناس فى الشراب ولكن رؤية الحق شربنا ورضانا
أنا إن جلست فالمحبة تاجى وإذا سرت أنتشى وجدانا
علمونى كيف المسير إلى الله وقالوا خذ الرضا تيجانا
مذ رأونى أهيم فى الله صبا أدخلونى فى الحكة الميدانا
اعذرونى أو اعذلنى فإنى لست أخشى الملام حيث كانا
إنما اللوم فى المحبة عندى لا يزيد المحب إلا افتتانا
جرب الحب مثل ما جرب العا شق تلقى الملام يذكى هوانا
نحن نحيا بالله حتى إذا ما نحن متنا بعفوه أحيانا
حملت نفسى الحواس وقيل اصبر فمن هاهنا تنال عطانا
فتحملت وجهتى رؤية اللــ ه وقلبى على الرحاب تدانى
لى به قوة وبى منه لطف وبهذا أرى الحصاة جمانا
أعلم الحب علم أهل التجلى لست احتاج فى الهوى ترجمانا
قد تناثيت عن سواه بكلى وتلقيت سره إحسانا
ضاحك الثغر للعباد ولكن فاض بالقلب حبه إيمانا
أنا إن أبك فالدموع هواء بخرتها نار الهوى هيمانا
وإذا ما نظمت تسبح روحى تملأ الكون رحمة وبيانا
تسكب العلم فى مقاطع نظم قد جلوناه للورى ألحانا
لى غناء لو بسمعه الصخر تلقاه من الوجد والمهابة لانا
وإذا الطير يأخذ السجع عنى كان والله فى الذرى سحبانا
لبس الناس من حرير وخز ودعاء الرحمن خير كسانا
حلية الناس جوهر وعقود وتقى الله يارجال حلانا
نجتلى ذكره ونرتاح فيه فانتهانا فى الذكر منه ابتدانا
نتنادى إلى اليقين هلمو وبهذا لربـــنا نتدانى
إننا ملكه وموعدنا الحشـــ ر فهل عنه لحظة نتوانى
كل قلب به جمود فإن داو م ذكر الخلاق بالذكر لانا
اعرف الله ثم مل عن سواه كان عرفانا غيره كفرانا
وتزود من المحبة بالتقوى ولازم بقلــبك الرحمانا
ولقد أدركنا اليقين صغاراً وكبرنا وما جهلنا المكانا
ونطقنا وما نطقنا بفحش بل جعلنا تقواه منا لسانا
وادخرنا اليقين للحشر ذخراً وملآنا من الثبات جنانا
ولبسنا من الحياء سعاراً وجعلناه فرقــنا طيلسانا
قد علمنا أن المحبة كنز كل من صانها سما بنيانا