أهيم بروحي على الرابيه........ وعند المطاف وفي المــروتين
وأهفو إلى ذكر غـــــاليه......... لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهدر دمعي بآمـــــــــاقيه......... ويجري لظـــاه على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعمــاقيه....... فأرســل من مقلتي دمــــــعتين
أهيـــم وعبر المدى معبد....... يعلــــــــــــق في بابه النيرين
فإن طاف في جوفه مسهد......... وألقى على سجـــــفه نظرتين
تــــــراءى له شفق مجهد....... يواري سنـــا الفجر في بردتين
وليس له بالشجـــــا مولد......... لمغترب غــــــــــائر المقلتين
أهيــــــــــم وقلبي دقـــاته........... يطير اشتياقاً إلى المسجــدين
وصدري يضج بآهــــــاته.......... فيسري صداه على الضـفتين
على النيل يقضي سويعاته......... يناغي الوجوم بسمع وعـــين
وخضر الروابي لأنـــــاته.......... تردد من شجوه زفـــــــرتين
أهيم وحولي كؤوس المـــنى....... تقطر في شفتـــــــــي رشفتين
فأحسب أني احتسبت الــــهنا....... لأسكب من عـــــــذبه غنوتين
إذا بي أليف الجوى والضنى....... أصاول في غــــربتي شقوتين
شقاء التياعي بخضر الربــى....... وشقوة سهم رمـــــــــاني ببين
أهيــــم وفي خاطري التائه......... رؤى بلد مشرق الجـــــــانبين
يطـــــــوف خيالي بأنحائه.......... ليقطع فيه ولو خطــــــــوتين
أمـــــــــرغ خدي ببطحائه........... وألمس منه الثرى باليــــــدين
وألقــــــــي الرحال بأفيائه...........وأطبع في أرضــــــــه قبلتين
أهيم وللطــــير في غصنه.......... نواح يزغرد في المســــمعين
فيشدو الفــــؤاد على لحنه.......... ورجع الصدى يملأ الخافقين
فتجري البـــوادر من مزنه.......... وتبقي على طرفه عـــــبرتين
تعيد النشـــــــــيد إلى أذنه.......... حنيناً وشوقاً إلى المـــروتين
الشاعر السعودى
طاهر الزمخشرى
السلطان الفر غل سلطان صعيد مصر
حـــــــــياة سلطان الأولياء السلطان الفر غل
هجرة أسرته من الحجاز إلى مصر :-
هاجرت أسرة السلطان الفر غل من الحجاز إلى إقليم الصعيد بمصر أثر ازدياد اضطهاد ألعلويين من الذين ينتمون لسيدنا الأمام على بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه ومنهم أسره السلطان الفر غل فمنهم من أقام بالعراق وهم الأغلبية ومنهم من أقام بالمغرب ومنهم من أقام بمصر فقد أقامت أسره السلطان الفر غل بقرية زرنيخ أقصى جنوب إقليم ألصعيد واستوطنت بها وهى قريه من قرى محافظه قنا فى هذا الوقت
هجرة والده من زرنيخ إلى أسيوط :-
وبعد أن استوطنت أسرته بزرنيخ .خرج والده السيد أحمد منها سائحا فى البلاد حتى نزل بقرية بني سميع غرب أبو تيج .بحوالي خمس كيلو مترا وأبوتيج إحدى المدن التابعة لمحافظه أسيوط وذلك في سنه 808 هجريه 1405 ميلاديه فى عهد السلطان بن فرج وأشتغل بالزراعة لمده سنتين .
وعرف بين أهلها بصلاح حاله وصدق مقاله وإتقان عمله حتى أن استأثر القلوب بالحب ولقد جمعت رابطه الايمان بينه وبين رجل تقى شريف النسب يسمى على بن محمد وشهرته على الفيل .الذى هاجرت أسرته من الحجاز إلى الأقصر ، وقد استقر المطاف به بقريه بنى سميع .
والذى أنزله في داره وزادت الرابطة وامتزجت الأنفس الصافية .ثم زوجه لأخته الشريفة فاطمة وبني بها في أواخر 809 هجريه _1406 ميلاديه وظل مقيما معهم ببنى سميع حتى حملت منه بسيدى السلطان الفرغل ثم قصد السيد أحمد والد السلطان الفرغل زياره والده وأقاربه بناحية زرنيخ واستأذن أهله واستودعهم الله .وسافر حتى وصل ثم مرض هناك وتوفى ودفن بزرنيخ سنه 809 هجريه _1406 ميلاديه .
مولده ونسبه الشريف :-
ولد سيدى محمد الشهير بالسلطان الفرغل يتيما بقريه بنى سميع مركز أبو تيج محافظه أسيوط بجمهورية مصر العربية في أوائل سنه810 هجريه _1407 ميلاديه .
النسـب من ناحية الأب وهــو :-
محمد الفرغل بن أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن محسن بن اسماعيل بن عمر بن محمد بن عبد العزيز بن موسى بن قرشى بن على أبولكرامات بن أحمد أبوالعباس بن محمد ذوالنورين بن محمد الفاضل بن عبد الله بن حسن المثنى بن الحسن بن على بن ابى طالب رضى الله عنهم اجمعين .
النـسـب من ناحيه الام :-
امه هى السيده فاطمه بنت محمد بن شهاب الدين بن جمال الدين بن يوسف ابو الحجاج بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى بن محى الدين منصور بن عبد الرحمن بن سليمان بن منصور بن إبراهيم بن رضوان بن نصر الدين بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن تقى الدين بن عبد الله بن زين الدين بن عبد الخالق بن أحمد بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب رضى الله عنهم اجمعين .
اعماله فى حياته :-
اشتغل سيدى السلطان الفرغل رضى الله عنه فى صدر حياته برعى الغنم ثم اشتغل بالحراسه فكان حارسا أمينا واشتغل أيضا بالزراعة خلفا لوالده السيد أحمد طوال الفترة التي أقامها بناحية بني سميع حتى أن رحل منها الى مدينه أبو تيج .
القابه رضى الله عنه :-
لقب سيدى محمد رضى الله عنه ( بالسلطان الفر غل - الشريف - قطب العصر - ولى الله - العارف بالله – أبوالمعالى – أبومجلى - أبو أحمد – الكرار - سلطان الصعيد – الأستاذ ) .
سبب تسميته بالكرار :-
لأنه كان يبدلون له كل يوم زربزنا جديد ( اى حذاء ) وذلك نتيجة مشيه الكثير على الأقدام من إقليم لأخر .
سبب تسميته بالسلطان :-
قيل كان بيده مفتاح الصعيد فسمى سلطان الصعيد .
وقيل أثناء تواجده بالقاهرة دخل على ديوان السلطنة وقال للحاكم (جقمق) وهو حاكم البلاد فى عصر الدوله المملوكية 841 هجريه اى فى القرن التاسع الهجرى وكان قد عرف حاله (انت وليت على البلاد فاعدل بين العباد) فقال له الحاكم جقمق امام ارباب الوظائف السلطانيه والقضاء والعلماء (سمعا وطاعة يا سلطان الأولياء ) وأطلق عليه هذا اللقب واشتهر به خاصه فى الصعيد .
وقيل هو سليمان الأولياء بالصعيد .
وصفه المناوى فى طبقاته بقوله: كان من أكابر أهل التصوف والتصرُّف، مُهابًا عند الحكام، مشمولاً بالتبجيل والإكرام و كانت شفاعته عند السلاطين لا تُردّ، وقد اشتهر عنه أن من يرد شفاعته يهلك.
كراماته رضى الله عنة وأرضاه :-
فى يوم أرسل واحدًا من أصحابه إلى أحد الأمراء فى مصر يشفع عنده فى مظلمة لأحد الفلاحين، فكان رد الأمير قبيحًا،
إذ ردّ عليه قائلا قُل لشيخك أنت دوكارى (أى عربجى) فلما أُخبر الشيخ بذلك نقر بأصبعه فى الأرض كهيئة الذى يحفر.. وسرعان ما جاء الخبر بأن السلطان غضب على ذلك الأمير، وأمر بهدم داره ناحية جامع ابن طولون، ثم ضرب عنقه بعد ذلك .
ذكرت الدكتورة سعاد ماهر فى موسوعتها: "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"هذه الواقعة، ووصفتها بأنها من الوقائع الثابتة التى أوردها ابن إياس فى حوادث سنة 847هـ، وقالت إن الشيخ الفرغل أرسل قاصده إلى القاضى زين الدين بن النحاس فى مصر ليشفع عنده فى فلاح.. وذكرت – نقلاً عن ابن إياس-" أن نفوذ هذا القاضى كان قد تزايد وعظم حتى صار وكيل بيت المال، وناظر الكسوة، وناظر الجوالى، فانفرد بالسلطان حتى قيل إن السلطان كان ينوى أن يزوجه بإحدى بناته، وقد صار عزيز مصر فى أيامه، وأبطل كلمة جميع المباشرين، واجتمعت له الكلمة، وصار صاحب الحل والعقد بمصر". ولما حدث له ما حدث من قتل على يد السلطان سُئل السلطان عن سبب تغيره عليه، فقال:لا أعرف له سببا، إلا أن الله سبحانه وتعالى حرّكنى لذلك.
كما اشتهرت له كرامات أخرى كثيرة منها :-
لقاء السلطان الفرغل مع شيخ الاسلام بن حجر العسقلانى
لقد كان سيدى العارف بالله العابد الزاهد السلطان الفرغل رضى الله عنه من أصحاب الجذب والتمكين والتصريف الذى علا شأنه فى شتى البلاد حتى شهد له حكام وعلماء عصره وكان على راسهم السلطان جقمق حاكم البلاد المصريه ومجاورتها فى عصر الدوله المملوكه فى القرن التاسع الهجرى وكان أيضا العالم العلامة الشيخ محمد بن سلام بن حجر شيخ الإسلام في عصره وأتيك موقف حدث له فشهد فيه شيخ الاسلام بن حجر للسلطان الفرغل بالولاية الكبرى .فلقد كان للسلطان الفرغل رضى الله عنه برج حمام بأبوتيج وكان ذلك الحمام لايرعى ولا يلتقط شيأ من الحرام .بل كان يرعى بأرض خاصه بالسلطان الفرغل فى مساحه فدان مزروعه فلفل .وكان بأبوتيج شونه توضع بها غلال الخزينة .تجرد كل عام وبعد فراغها وحصرها أخر السنة .وجدوا فيها نقصا من الغلال قدره مائتى اردب فسئل كل من المقاصه. ومشايخ البلد عن سبب ذلك النقص ؟ فأجابو بأن بهذه البلد رجلا وليا وله برج به كثير من الحمام .
وعلم السلطان جقمق بذلك فارسل اغا من الذين كانوا ذات شهره كبيره فى عهد السلطان ومعه مكتوب الى السلطان الفرغل .
ما نصه
اخضر إلينا فور وصول المكتوب ولا عذر لك
فلما حضر الأغا إلى أبو تيج مات فرسه الذى كان يحمله ثم وصل الى زاويه السلطان الفرغل ...فلما راه السلطان الفرغل قال له هات كتابى.فاعطاه له..وقام سيدى السلطان الفرغل واخضر قفصا مصنوع من جريد واخذ من هذا الحمام ووضعه داخل القفص .وقال للاغا هيا بنا للسفر ..فقال الاغا نضرب اجلا حتى استريح من عناء السفر ؟ فقال سيدى السلطان الفرغل قم على بركه الله .فقام معه حتى وصل الى نهر النيل الذى تقع على ضفافه مدينه ابوتيج فراى سيدى السلطان الفرغل مركبا وقد تركها اصحابها فنزلا معا فيها .فنام الاغا ولم يستقظ من نومه الاعند ساحل القاهره فحصل له رهبه ودهشه ..وخرج الى الساحل وسال كثير من الناس عن اليوم وعن الشهر ..وذلك لان المسيره من ابوتيخ الى القاهره لا تقل عن عشره ايام فى هذا الوقت حتى يقطع المسافر مسافته .فعلم ان الوقت واليوم الذى هما فيه هو ذات الوقت واليوم الذى نزل فيه الى ابوتيج .فلما تحقق من ذلك سكن مابه من دهشه وشهد بالكرامه للسلطان الفرغل فاخذ يتبرك به .ولما شاهده الناس سالوه .فقال لهم . هذا والله قطب الوجود الان واعلمهم بالامر .فاخذ اهل الساحل بالقاهره يتبركون به .ويتزاحمون عليه .وفى هذا الوقت كان شيخ الاسلام محمد بن حجر مارا وهو راكب فرسه فى محفل من العلماء محتاطين به.فقال لاحد العلماء اكشف لنا خبر هذا الزحام ؟ فذهب ثم رجع وقال له يا شيخنا هذا رجل ولى من الصعيد تزاحم الناس عليه لاجل التبرك به .ولم يكن السلطان الفرغل من العلماء فى هذا الوقت .فقال شيخ الاسلام فى سره ( ما اتخذ الله من ولى جاهل يتركون العلماء ويقبلون على الجهلاء ) على وجه الانكار عليه ..فكاشف عليه السلطان الفرغل ماقاله .واشار الى فرسه فتوقفت فى مكانها ثم ذهب اليه وقال له ولو اتخذه لعلمه .وقد اتخذنى وعلمنى يا ابن حجير وفى نص الحديث ( ما اتخذالله من ولى جاهل ولو اتخذه لعلمه( فلما قال شيخ الاسلام بن حجر ذلك فى سره جزء من الحديث .فقد استكمل السلطان الفرغل بقيه الحديث ثم قال له وعلمنى يا بن حجير مصغر من لفظ حجر .فاصاب به دلاله المكاشفه والعلم .ثم طلب شيخ الاسلام من السلطان الفرغل بان يعفو عنه.فصفح عنه وانصرف هو ومن معه من العلماء ثم اخذ سيدى السلطان الفرغل هو والاغا طريقهما الى ديوان الحاكم حيث التحقيق معه بشان نقص الغلال ومعه قفص الحمام ولما وصل سيدى السلطان الفرغل الى ديوان السلطنه ودخل على السلطان الحاكم جقمق حاكم البلاد ...وكان له ولد اكمه وقد نظر اليه السلطان الفرغل ومسح عينيه فبرى باذن الله تعالى ..فقام له السلطان جقمق وتبرك به .
وقال السلطان الفرغل للحاكم جقمق حاكم البلاد اذبح هذ الحمام فاننا قوم لا ندخل فى وعائنا الاما علمنا انه من حلال ..وانا لا ناكل حرام ولا ما كل الحرام ..وهذاحمامى يرعى فى ارضى المزروعه فلفل .فامر الحاكم من فى مخدمه بذبح الحمام .فوجدو فى حواصله الفلفل والنقص كان فى الغلال .فصدقوه واقره .وقال السلطان الفرغل قد وهبنا لك ما نسبوه اليك من نقص الشونه كعاده سنويه وكان مقداره مائتى اردب وصار صرفه مستمرا فتره طويله .
ومن كراماته :-
أن امرأة اشتهت الجوز الهندى، فلم يجدوه فى مصر، فقال للنقيب "مخيمر":
يامخيمر ادخل هذه الخلوة واقطع لهاخمس جوزات من الشجرة التى تجدها داخل الخلوة. فدخل فوجد شجرة جوز فقطع منها خمس جوزات. ثم دخل بعد ذلك فلم يجد الشجرة.
ومن كراماته :-
دخل عليه بعض الرهبان، فاشتهى عليه بطيخًا اصفر (ما يعرف فى مصر باسم الشَّمام) وذلك فى غير أوانه، فأتاه به وقال: وعزة ربى لم أجده إلا خلف جبل قاف.
ومن كراماته :-
خطف التمساح بنت مخيمر النقيب، فجاء وهو يبكى إلى الشيخ، فقال له: اذهب إلى الموضع الذى خطفها منه وناد بأعلى صوتك: ياتمساح تعال كلِّم الفرغل. فخرج التمساح من البحر وطلع كالمركب وهو ماش والخلق بين يديه جارية يمينا وشمالا، إلى أن وقف على باب الدار، فأمر الشيخ رضى الله عنه الحداد بقلع أسنانه وأمره بلفظها من بطنه، فلفظ البنت حية مدهوشة، وأخذ على التمساح العهد أن لا يعود يخطف أحدًا من بلده مادام يعيش، ورجع التمساح ودموعه تسيل حتى نزل البحر.
ومن كراماته :-
وجاء إلى مصر ليشفع فى ابن عمر، أحد مشايخ العربان، عند السلطان برسباى. فلما رآه السلطان قال من شدة تعظيمه له:كنت أظنك من ذهب أو من فضة، وما كنت أعرف أنك مثلنا فتبسم الشيخ، وقال له:اطلق ابن عمر وأرسله إلى بلاد الكرك.وكان لا يُرسَل إلى الكرك إلا من يُنفَى، فغضبت جماعة ابن عمر، وقالوا ما أردنا هذا، وإنما أردنا أن نردّه إلى بلاده. فقال لهم الشيخ: ما أرسلته إلا لبلاده.فمات ابن عمر يوم دخوله الكرك ودُفن فيها.
وكان للشيخ زاويتين، واحدة بأبو تيج والأخرى بدُوينة، وهى قرية تابعة لمركز أبو تيج أيضا.
توفى – رضى الله عنه – بأبوتيج ودُفن بها سنة 850 هـ ، وكان يقول: أنا من المتصرِّفين فى قبورهم، فمن كانت له حاجة فليأت مقابل وجهى ويذكرها فإنها تُقضى إن شاء الله تعالى.
قال المناوى وغيره إن قبره ملجأ لأهل تلك البلاد، ولزيارته آثار لاينكرها إلا محروم.
وقد بُنى على قبره مسجد كبير عامر هو أشهر مساجد أبو تيج، ويقام له مولد فى شهر يوليو من كل عام يستمر خمسة عشر يوما وليلة ميلاده فى الخامس من شهر سفر كل عام
رضي الله عن السلطان سيدنا الفر غل عالي المقام