نَقَضتمْ يا كرامَ الحيِّ عهداً .. حَسِبناهُ يدومُ لألفِ عامِ
وكنَّا أمسِ نطمعُ في جِوارٍ .. فصرنا اليومَ نقنعُ بالسَّلامِ
جَرَى عهدُ الثّقاتِ على فَعالٍ .. وعهدُ الغادرينَ على كلامِ
ومَن لا يبتغي لِلذَّنبِ عُذراً .. يهونُ عليهِ تفنيدُ الملامِ
ومَن لا يَرْعَ وُدَّكَ في رحيلٍ .. فلا يَرعَى وِدَادَكَ في مُقامِ
ومَن عَدَلَ المَحاسِنَ بالمَساوي .. فقد جَهِلَ الصَّباحَ من الظَّلامِ
أَنا الخِلُّ الوفيُّ وإنَّ نفسي تَفي .. حقَّ الصَّديقِ على التَّمامِ
أُراعي حقَّهُ ما دامَ حيّاً .. وبعدَ وفاتِهِ حقَّ العِظامِ
ناصيف_اليازجي
رَبَّـاه عَبْدُكَ مَغْمُـوْسٌ بِأَوْزَارِ *** مُكَبَّـلُ الْفِكْـرِ مَغْلُـوْلٌ بِأَكْدَارِ
وَالْمَوْجُ يَقْـذِفُهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ *** وَسَاحِلُ الْبَحْـرِ مَحْفُـوْفٌ بِأَخْطَارِ
كَمْ تَاهَ فِي دُنْيَةٍ شُـؤْمٌ عَـوَاقِبُهَا *** وَغَـاصَ فِـيِ زِيْنَةِ الدُّنْيَـا كَمُحْتَارِ
كَأَنَّهُ قِشَّةٌ فِيْ الأرْضِ قَـدْ تُرِكَتْ *** تَدُوْرُ بَيْـنَ رَحَـى رِيْـحٍ وَإِعْصَارِ
رَبَّاهُ كَمْ نِعْمَةٍ عَنِّيْ قَـدِ ارْتَفَعَتْ *** بِشُؤْمِ ذَنْبِيْ وَمَا قَدَّمْـتُ أَعْـذَارِيْ
تِلْكَ السَّحَابُ الَّتِي عَاشَتْ تُدَاعِبُنَا *** دَهْـرًا طَوِيْلا وَلَـمْ تَبْخَـلْ بِإِدْرَارِ
قَدِ اخْتَفَتْ عَنْ سَمَائِيْ لَمْ أَجِدْ أَثَرًا *** إلا النَّـذِيْـرَ بِإِفْـلاسٍ وَإِقْـتَـارِ
رَبَّـاهُ عَـفْـوًا وإِحْسَانًا وَمَغْفِـرَةً *** فَلَسْتُ أَقْـوَى عَلَى التَّأْدِيْبِ بِالنَّارِ ياال طه يابدورالمصطفى انتم شموس في العلا لاتغرب٠
شمس المديح تالقت بمديحكم فمديحكم لرضى الاله يقرّب٠
صدح الفؤاد بمدحه متوسلا فغرامه بالمصطفى لايكذب٠
كتب الفؤاد حنينه متشوقا٠ فالشوق يملي والمدامع تكتب٠
واذا تكررذكركم في مسمعي فالذكريحلووالمسامع تطرب
اني وقفت ببابكم متذللا ومحبكم عن بابكم لايحجب٠
ياال بيت الهاشمي محمد يامن هواكم منهل لاينضب٠
فلتسمع الدنيا فقلبي متيم بحب ال البيت يشدو ويصخب
بلادي هواها في لساني وفي دمي يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
على أنها للناس كالشمس لم تزلْ تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها تجبه فنون الحادثات بأظلم
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم
وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها وهل يترقى الناسُ إلا بسلم
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم
سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
رضي الله عنهم اجمعين٠
هو سالم بن عبد الله بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الإمام الزاهد، الحافظ، مفتي المدينة، أبو عمر، وأبو عبد الله، ولد في خلافة عثمان رضي الله عنه. وأمه أم ولد. كان اشبه بجده عمرفي كل شيء٠من سادات التابعين وعلمائهم وثقاتهم.
دخل هشام بن عبد الملك الخليفة الاموي في حجه الكعبة؛ فإذا هو بسالم بن عبد الله فقال له: ياسالم ،سلني حاجة(يعني اطلب ماتريد مني فاعطيكه)، فقال: إني لأستحي من الله أن أسأل في بيته غيره، فلما خرج سالم خرج هشام في أثره؛ فقال له: الآن قد خرجت من بيت الله فسلني حاجة، فقال سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة، قال: من حوائج الدنيا فقال سالم: إني ما سألت الدنيا من يملكها؛ فكيف أسألها من لا يملكها،
وكان سالم خشن العيش يلبس الصوف الخشن، وكان يعالج بيده أرضًا له وغيرها من الأعمال ولا يقبل من الخلفاء وكان متواضعا وكان شديد الأدمة وله من الزهد والورع شيء كثير.
وطـني هواؤك عطـرنا وبطيبه لا زلـت أحــيا
وشعـاع شمسك دوحـة ستظل للشعراء وحـــيا
كم هزني شوقـي إليك .. وكنت للأرواح محـــيا
ستـظل نبضـا في فــؤادٍ ودّع الدنـيا لتحــيا
* * *
وطني لأنت الروضة الخضراء من جـنات ربّــي
فيك القداســة والطهـارة إنها زادي وحـــبِّي
فـيك المحبة والبساطة شمعـتان يـُنِرْنَ دربــي
فيك المودة والرضى مغـروستان بعمـق قلبــي
* * *
وطـني ربـيع دائم .. في ظله نسـعى ونـلهــو
نجني الـورود من الخمائل كالفراش إليه نهفــو
ونطير من شغـف الجوى وبخلده ندعو ونشــدو
ونعانق المجد التليد . . وفرحة الأجيــال تسمــو
ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغتـرب
سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركـود الـماء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ... والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ... وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب
الإمام الشافعي
وداع وما يغني الوداع من الوجد
...................... ولكـــنه زاد المشوق على البعد
وما هي إلا وقفة عند فـــــــائت
............. .... تمازج فيها مطعما الصاب والشهد
نثبط أخفاق المطي اســـــتزاده
............ ..... للحـــــــــظة عين قبل منقطع العهد
كأن لم يكن دهر الوصال الذي مضى
................. ولم نتمل الصفو في عيشه الرغـــد
نفكر في ترك المغاني ومن يلـــــــي
................. بموضعنا أن جدت العيس في الوخد
مغان قضينا في حمــــــــــاها ليالياً
........... .....من الدهر عزت أن تجدد من بــــــعد
* إبراهيم اليازجي
براعم الروض في الأغصان نضرتهـابهـا
ثـوى الطيـر والألــوانُ والـصـورُ
وأشـرق الـكـون فــي فـصـل بفطـرتـه
تـألــق الـغــرس والتـيـجـان والـثـمــرُ
ألا لــه الـحـمـد رب الـعــرش خالـقـنـا
تــــبـــــارك الله ذو الآلاء مـــقـــتــــدرُ
تـفـتَّـح الـزهــر فـــي أكـمــام قــدرتــه
يعـانـق الـجـو فـيـه الـــودق والـمـطـرُ
وينشـر الطـيـب فــي أرجــاء عيشتـنـا
يصـافـح الــروحَ إغـــداقٌ لـــه نـضــرُ
تـــبـــارك الله ذو الآيــــــات يـبـعـثـهــا
علـى مـدى الدهـر فــي آلاءهــا عـبـرُ
بها اجتلـى النـاسُ فـي الإنبـات قدرتـه
كـسـى بــه الأرض إنـبـات لــه خَـضِـرُ
إذا أتــى الفـصـل بالتفـصـيـل يسـعـدنـا
ربـيـعـه الـعــذب بـالإزهــار مــزدهــرُ
وتصطـفـي العـيـنُ فــي آثـــار طلـعـتـه
مـبـاهـج الـخـيـر بالـخـيـرات تـنـهـمـرُ
كأنـمـا الأرض فــي أفــراح زهـوتـهـا
عـرائـس الحـسـن بالإحـسـان تنفـطـرُ
بـجـيـدهـا الــــورد بــاقــات بـبـهـجـتـه
تتابع الـسـعـد والألاءُ والــــدررُ
هذه الابيات للشاعر صبري الصبري
لولاك يا زينة الوجود ما طاب عيشي ولا وجودي
ولا ترنمت في صلاتي ولا ركوعي ولا سجودي
بالله صلني فداك روحي يكفي من الهجر والصدود
ما اصعب الهجرمن حبيب وليلة الوصل منك عيدي
ويا ليالي الرضا علينا عودي ليخضر منك عودي
عودي علينا بكل خير بالمصطفى طيب الوجود
يا من إذا لحظة جفاني يسيل دمعي على الخدود
إن أنك العاشقون وجدي فأدمعي في الهوى شهودي
أنا الذي همت في هواكم يوم أراكم يكون عيدي
ثم الصلاة على النبي وآله الركع السجود
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك وابن عبدك وابن أمتك، صفوة خلقك وخليلك الرحمة المهداة، نبيك ورسولك الأمين محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، مادامت السموات والأرض وبقيت الحياة في هذا الكون، منذ أن خلقت الخلق وإلى أن تقوم الساعة، صلاة وسلاماً ترضيك عنا وتليق بقدره الطاهر عندك، وبالقدر الذي أمرت به بقولك الحق: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)، وأجعلها شاهدة لنا لا علينا، وأغنمنا شفاعته صلى الله عليه وسلم، يوم البعث وساعة الحشر ويوم يقوم الناس من القبور، ولا تحرمنا لذة النظر إليك، وجواره الكريم في جنة الخلد، صلواتك ربي وسلامك عليه وعلى آله وأصحابه أجميعن ونحن معهم يا رب العالمين. آمين