ارواحنا فوق السماء
مع الكواكب ساريه
وقلوبنا مثل البدور
بكل ليل زاهيه
ونفوسنا انفاسها
كالطيب امست زاكيه
ولساننا بيت المعارف
والعلوم الراقيه
وكنوزنا في قلبنا
فيها المعاني غاليه
اعضاؤنا طربت بحبك
وهي تذكر صافيه
والروح في وجد عن
الاغيار عاشت نائيه
فنيت به عن غيره
فاستمسكت بالباقيه
شرفت به وتلذذت
بشهوده في عافيه
ان كان جسمي بالفناء
سقوفه متداعيه
فالروح بعد فنائه
في الخلد شمس باقيه
إِلْزَمِ الْبَابَ إِنْ عَشِقْتَ الْجَمَالَا
وَاهْجُرِ النَّوْمَ إِنْ أَرَدْتَ الْوِصَالَا
وَاجْعَلِ الرُّوحَ مِنْكَ أَوَّلَ نَقْدٍ
لِحَبِيبٍ أَنْوَارُهُ تَتَلَالَا
كُلُّهُمْ يَعْبُدُوكَ مِنْ خَوْفِ نَارٍ
وَيَرَوْنَ النَّجَاةَ حَظَّاً جَزِيلَا
أَوْ بِأَنْ يَسْكُنُوا الْجِنَانَ فَيَحْظُوا
بِقُصُورٍ وَيَشْرَبُوا سَلْسَبِيلَا
لَيْسَ لِي فِي الْجِنَانِ وَالنَّارِ حَظٌّ
أَنَا لَا أَبْتَغِي بِحِبِّي بَدِيلَا
قَدْ تَخَلَّلْتَ مَسْلَكَ الرُّوحُ مِنِّي
وَلِذَا سُمِّيَ الْخَلِيلُ خَلِيلَا