يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي" "وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي
المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ" "لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ
مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوًى" "وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ
اللهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ" "من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ
وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَنْ" "يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ
هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ" "تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ
البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ" "وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ
شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها انخَفَضَتْ" "وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ
وَاللَيثُ دونَكَ بَأسًا عِندَ وَثبَتِهِ" "إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمي
تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها" "في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ
مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ" "عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ
كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجًى" "يُضيءُ مُلتَثِمًا أَو غَيرَ مُلتَثِمِ
بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ" "كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ
ذهبـتُ إلى الطَّبيبِ أُريـهِ حالي..
وهل يدري الطَّبيبُ بما جَرَى لي ؟!
جلسـتُ فقالَ ما شـكواكَ صِفْها..
فقُلتُ الحـالُ أبلغُ مِن مقـالي
أتيتُـكَ يا طبيـبُ علـى يقـينٍ..
بأنَّكَ لسـتَ تَملك ما ببـالي
أنا لا أشـتكي الحمَّى احتجـاجًا..
بَلِ الحُمَّى الَّتي تشكو احتمالي!
فتحتُ إليكَ حَـلْقي كَي تَـرَاهُ..
فقُل لي : هل أكلتُ من الحـلالِ ؟
أتعـرفُ يا طبيبُ دواءَ قَـلْبي..
فَـدَاءُ القَلـبِ أعظمُ مِن هـزالي
كَشَفْتُ إليكَ عَن صـدري أجِبْني..
أتَسـمعُ فيهِ للقـرآنِ تـالِ ؟!
تقـول بأنَّ مـا فـيَّ التهـابٌ..
ورشـحٌ ما أجبتَ على سُـؤالي
وضعتَ علَى فَمـي المقياسَ قُل لي:
أسهـمُ حرارةِ الإيمـانِ عـالي..
سـقامي من مُقـارفةِ الخَطـايا..
وليـس مِنَ الزُّكامِ ولا السُّـعالِ
فإن كنـتَ الطَّبيبَ فما عـلاجٌ..
لذنـبٍ فَوْق رأسـي كالجبـالِ ؟؟
نُسـائلُ مـا الدَّواءُ إذا مَرِضـنا..
وداءُ القَـلْبِ أولَـى بالسُّـؤالِ!
أَلا يا لَيلُ هَل لَكَ مِن صَباحِ .. وَهَل لأَسير نجمِكَ مِن سَراح
أَلا يا لَيلُ طُلتَ عَليّ حَتّى .. كَأَنّك قَد خُلِقتَ بِلا صَباحِ
فَهَلأ باتَت فُطَيمَةُ فيكَ تَشكو .. كَما أَشكو اِغتِرابي وَانتِزاحي
أَرَدِّدُ زَفرَةَ المُضنى كَأَنّي .. جَريحٌ أَنّ من أَلَمِ الجِراحِ
يُقَلِّبُني الأَسى جَنباً لِجَنبٍ .. كَأنّي فَوقَ أَطرافِ الرِماحِ
دَعاني الحُبّ نَحوَكِ أَمَّ عَمروٍ .. فَطِرتُ إِلَيكِ خَفّاقَ الجَناحِ
وَلَو أَسطِيعُ مِن طَرَبٍ وَشَوقٍ .. رَكِبتُ إِلَيكِ أَجنِحَةَ الرِياحِ
أَحِبّتَنا رُوَيدَكُمُ عَلَينا .. فَقَد جَمَحَ الهَوى كُلّ الجِماحِ
هُوَ القَدَرُ المُتاحُ جَرى عَلَينا .. وَمَن يَسطيعُ لِلقَدرِ المُتاحِ
غَريبٌ حَلَّ دارَكُم فَأَضحَت .. لَهُ يَهماءَ مُوحِشَةَ النَواحي
تَناكَرَتِ الوُجُوهُ بِها عَلَيهِ .. وَكانَت ذاتَ عَرفٍ وَاِنشِراحِ
وَلَو شِئتُم لَما حَسُن اِنفِرادي .. بِأَشواقي وَلا وَجَبَ اطِّراحي
وَقُلتُم إِنَّكُم تَجِدونَ وَجدِي .. وَهَيهاتَ المِراضُ مِن الصِحاحِ
أَعاتِبُكُم لِأَنَّكُمُ بِخِلتُم .. وَأَنتُم قادِرُونَ عَلى السَماحِ
يَا ساكِنينَ بِقَلْبِي """ مَتَى أَفُوزُ بِقُرْبِ
سَلَبَتُمُونِي وَلَكِنْ """ أَنَا السَّعِيدُ بِسَلْبِي
يَا عُرْبَ وَاديَ المُصَلاَّ """ لأَنْتُمُ خَيْرُ عُرْبِ
نَزِيلُكُم مُسْتَهَامُ """ مُوَلَّهُ القَلْبِ مَسْبي
وَلَسْتُ أَسْلُو هَوَاكُمْ """ حَاشَا غَرَامِي وَحُبِّي
إذا رَضِيتُمْ تَلاَفِي """ فَذَاكَ مَطْلُوبُ قَلْبِي
رُوحِي لَكُمْ إِنْ قَبِلْتُمْ """ وَالرُّوحُ جَهْدُ المُحِبِّ
أَنْتُمْ ذَخِيرَةُ قَلْبِي """ يَوْمَ المَعَادِ وَحَسْبِي
عَشِقْتُكُمْ وَبِحَقِّي """ إِنْ تِهْتُ مِنْ فَرْطِ عُجْبي
وَمِلْتُ سُكْراً وَلِمْ لاَ """ وَمِنْكُمُ كَانَ شُرْبي
وَقَدْ سَقَانِي حَبِيبي """ وَخَصَّنِي دُونَ صَحْبِي
وَلَسْتُ بَعْدَ عَيَانِي """ جَهْراً سَنَا وَجْهِ رَبِّي
أَصْبُو لِرَنْدٍ وَبَانٍ """ وَذِكْرِ غَارٍ وَكُثْبِ