بعاد أحبتى كالصبر مراً وأشعل حبهم فى القلب جمرا
نحلت لبعدهم والليل أدرى أقول لنسمة هبت سحبرا
تفوق شذى عن المسك التمين
بحق مكون الأكوان جهراً ومن سكب الندى والغيث أجرى
بحق مدبر بالعبد أدرى ومن بك فى دياجى الليل أسرى
فما حال الأحبة خبرينى
فما عن حبهم قلبى تسلى وما لسواهم أظهرت ميلا
أقول ودمع عينى قد تدلى أعهدى عندهم باق وإلا
تناسوه قديماً منذ حين
فإن كانوا على عهدى أقاموا وذكرى شغلهم ولهم مدام
ووصل الغير عندهم حرام وهم مثلى سهارى لا يناموا
فدونك يانسيمة بشرينى
وإن كانوا نسوا ما كان عندى ولم يتذكروا عهدى وودى
وغيرى واصلوا وتركت وحدى وجسمى عذبوه بنقض عهدى
فعند ديارهم تلك اذكرينى
عسى ذكرى يذكرهم زمانى وما قد كنت فيه من التدانى
بطيب الوصل مع لطف المعانى وإن منهم بدا ريح الجنان
فعودى لى ونحوهم احملينى
لأن بعادهم أضنى فؤادى وكدر عيشتى ولذيذ زادى
وحرم مقلتى طيب الرقاد وأحرق مهجتى طول البعا
وجارى قد جفانى من أنينى
وقولى عن لسانى أى ذنب جرى فأطلتموا هجرى وكربى
كويتم مهجتى وصميم قلبى أيترك مدنف من غير عيب
وهل قتلى حلال عرفينى
تلاشت أدمعى فبكيت دما وكم من أجلهم حملت هما
عدمت لبعدهم صبراً وعزما ولم أرغب سواهم قط يوما
ولو قطعوا شمالى مع يمينى
ألا يانسمة حكموا فجاروا ألا يانسمة أين الفرار
ألا يانسمة ما القتل حلاً ألا يانسمة من لام يبلى
ويرجع فى الأمور كما المدين
ويرميه الغرام بسهم نبل وتكسيه المحبة ثوب ذل
ويحرمه الحبيب من التملى ويصبح حائراً فى الحب مثلى
ينادى ياعيونى ساعدينى
ألا يانسمة صعب جفاهم ألا يانسمة عذب لماهم
ألا يانسمة حلو لقاهم ألا يانسمة روحى فداهم
وهم عقلى ونقلى ثم دينى
ألا يانسمة حكموا بهجرى ألا يانسمة قد ضاق صدرى
ألا يانسمة قد حار فكرى ألا يانسمة قد عيل صبرى
فهل وصل يرد به أنينى
سألت النوم قلت له تعال وزرنى لحظة وانو ارتحالا
لعلى فيك انظره خيالا وأرتشف اللما عذباً زلالا
فيرجع لى رشادى مع يقينى
فقال النوم من ذا القول دعنا أمثلك بى حبيب قد تهنا
فمالك بالغرام أيا معنى أترضى أن أمر بجفن مضنى
فيأخذنى الغرام ويبتلينى