إذا لامنى من لم يذق لذة الهوى ولم يدر ما قلنا ولم يفهم المعنى
أقول له شأنى ودينى ومذهبى فإنك لا تدرى بماذا تهيمنا
شراب الهوى ياصاح عذب وإنما بمشربه طابت فهوم مداركنا
ألا يافقيها لودربت بعلمنا لما لمتنا بل كنت تأخذه عنا
ولكن لكم علم قرأناه بيننا بفهم ذكى ليس فيه تحيرنا
وعلم الهوى صعب عليكم رموزه ولكن بالتسليم تأخذه منا
مذاهبكم نرفوا بها بعض ديننا ومذاهبنا عمى عليكم وما قلنا
إذا جئتمونا خاضعين لبابنا بذل نفوس تأخذوا علمنا منا
تعالوا بلا نفس وحول وقوة بغير اعتراض فى الذى فيه قد همنا
نعرفكم طعم الهوى والذى نرى من المورد الأعلى إلى المقصد الأسنا
يقولون لى ما العلم ما النور ما الذى هو الجوهر الغالى عن البحر خبرنا
فقلت لهم هذى مطالع نورنا فمغربها فينا ومشرقها منا
على الدرة البيضاء كان اجتماعنا ومن قبل خلق الخلق والعرش قد كنا
تركنا البحار الزاخرات وراءنا فمن أين يدرى الناس أين توجهنا
* * *
أيا ظبى الفلا وكحيل عين ويا بدر الدجى وضياء عين
حميت من المكاره يا غزالا حوى كل الكمال بدون عين
ملكت القلب منى يا حبيبى وحق المجتبى المجرى لعين
دعانا للهداية فالمربى رسول قد أبان لطرق عين
أمين منتقى ما فيه شك به تهدى الأنام بكل عين
له ذات خلت عن كل سوء وقلب قد خلى من شين عين
سما فوق السماء ونال قرباً وخاطب ربه وحظى بعين
جميل النفس والأفعال قطعاً صفى خالصاً من قبح عين
أذاع الخير فينا كل وقت وأعوذ أمة من شر عين
علا رتباً فليس لها انتهاء وأظهر دينه لخيار عين
يقيم شريعة غراء فينا بها كم قد هدى من كل عين
رءوف بالعباد رحيم قلب عظيم القدر سيد كل عين
كريم منتقى بحر العطايا فكم منح الأنام جزيل عين
حليم مجتبى قد ظللته لدى حر عظائم كل عين
خليل الله هاد ذو كمال مجير الناس من قحط لعين
حريص بالعباد سريع بأس على قوم لئام مثل عين
كبير القدر فى الدارين حقاً مغيث الناس من حر لعين
حبيب الله أنت لنا ملاذ لنا فيك الرجا يانسل عين
فكم فرجت عنا من كروب بدنيا ثم أخرى عمد عين
وخلقك مبدأ الأشياء قطعاً حبيبى أنت أول كل عين
عليك الله صلى مع سلام وصولك مثل ذا من هم كعين
وآل ثم أصحاب جميعاً فهم بذلوا لدين كل عين
وكم قضبوا بسيف الله رأساً من الأعدا وكم قهروا لعين
وكم أحيا بهم ربى علوماً مغيبة ومنها ذات عين
لدى أتباعهم ما قال عبد أيا ظبى الفلا وكحيل عين
* * *
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا فإنا منحنا بالرضا من أحبنا
ولذ بحمانا واحتمى بجنابنا لنحميك مما فيه أشرار خلقنا
وعش فى رضانا خاضعاً متذللاً وأخلص لنا تلق المسرة والهنا
وسلم إلينا الأمر فى كل ما يكن فما القرب والإبعاد إلا بأمرنا
ولا تعترضنا فى الأمور فكل من أردناه أحببناه حتى أحبنا
ينادى له فى الكون أنا نحبه فيسمع من فى الكون أمر محبنا
فيلسى جلاليب الوقار لأنه أقام بإذلال على باب عزنا
رفعنا له حجباً أبحناه نظرة إلينا وأودعناه من سر سرنا
تمسك بأذيال المحبة واغتنم ليال بها تحظى بأوقات قربنا
وقم فى الدجى فالليل ميقات من برد وصال حبيب فاغتنم فيه وصلنا
فما الليل إلا للمحب مطيه وميدان سبق فاستبق تبلغ المنى
وسر نحونا بالليل لا تخش وحشة وكن ذاكراً فالأنس فى طيب ذكرنا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغل ولا تنسنا واقصد بذكرك وجهنا
ولا تنس ميثاقاً أخذناه أولا عليك بإقرار كتبناه عندنا
ولا تنس إحساناً بسطناه عندما جهلت فعرفناك حتى عرفتنا
ولا تنس ميثاقاً عهدت وكن بنا وثيقاً ولا تنقض مواثيق عهدنا
أمرناك أن تأتى مطيعاً لبابنا فأبطأت كاتبناك مع خير رسلنا
كفيناك أغنيناك عن سائر الورى فلا تلتفت يوماً إلى غير وجهنا
نسيت فذكرناك هل أنت ذاكر بإحساننا أم أنت ناس لعهدنا
وجدناك مضطراً فقلنا لك ادعنا نجبك فهل أنت حقا دعوتنا
دعوناك للخيرات أعرضت نائيا فهل تلق من يحسن لمثلك مثلنا
سألت فأعطيناك فوق الذى ترد عصيت فأمهلنا عليك بحلمنا
غفرنا تكرمنا عليك بحلمنا تسترت أسبلنا عليك بسترنا
نناديك بالإحسان تأتى لصده مع العلم والإقرار إنك عبدنا
أياخجلنى منه إذا هو قال لى أيا عبد سوء ما قرأت كتابنا
أما تستحى منا ويكفيك ما جرى أما تختشى من عتبنا يوم جمعنا
أما آن أن تقلع عن الذنب راجعاً إلينا وتنظر ما به جاء وعدنا
فأحبابنا اختاروا المحبة مذهبا وما خالفوا فى مذهب الحب شرعنا
وقلنا لأهل الحب فى خلوة الرضا أبحناكم الرؤيا تملوا بحسننا
فلو شاهدت عيناك من حسننا الذى رأوه لما وليت عنا لغيرنا
ولو لاح من أنوار ذلك لائح تركت جميع الكائنات وجئتنا
ولو نسمت من قربنا لك نسمة لمت غراماً واشتياقاً لقربنا
ولو ذقت من طعم المحبة ذرة عذرت الذى أضحى قتيلاً بحبنا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا
مجيباً مطيعاً خاضعاً متذللاً لنعطيك أمناً من حظيرة قدسنا
ومن جاءنا طوعاً رفعناه رتبة وعنه كشفنا الهم والغم والعنا
ومن حاد عنا ضل سعياً ومذهباً وباء بحرمان ولم يبلغ المنى
ومن حبنا يعتد للصبر فى البلا ويصبر على البلوى لإنفاذ حكمنا
فما حبنا سهل وكل من ادعى سهولته قلنا له قد جهلتنا
وايسر ما فى الحب للصب قتله واصعب من قتل الفتى يوم هجرنا
فيا أيها العشاق هذا خطابنا إليكم فما إيضاح ما عندكم لنا
فقل لخواص العاشقين تذللوا يلذ لنا فى معرك الحب قتلنا
فلا دية نرضى بها غير نظرة إليك ولكن نظرة منك تكفنا
إذا كنت عنا راضياً فهو قصدنا وكل يقولوا أنت فى الكل حسبنا
وجدناك فى الأحباب أوفى مودد وأكرم محبوب لسر وصلتنا
تداركتنا باللطف فى ظلمة الحشا وخير كفيل فى الحشا قد كفلتنا
جعلت بطون الأمهات مهادنا ودبرتنا فى ضعفنا ورزقتنا
وأسكنت عند الأمهات تعطفاً إلينا وفى الثديين تجعل رزقنا
وأنشأتنا طفلاً وأطلقت السنا تترجم بالإقرار إنك ربنا
وعرفتنا إياك فالحمد دائماً لوجهك إذ ألهمتنا منك رشدنا
محمدنا المبعوث للخلق رحمة أجل الورى المختار طه شفيعنا
أجل رسول قد أتى بشفاعة ودين قويم وهو عصمة أمرنا
بطاعته سدنا ونلنا شفاعة وفزنا بإسعاد وتم سرورنا
عليه صلاة الله فهو إمامنا وخيرتنا والملتجى يوم حشرنا
مدى ابن وفاء قال فى الذات منشداً أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا
* * *
اتطلب ليلى وهى فيك تجلت وتحسبها غيراً وغيرك ليست
فذا بله فى ملة الحب ظاهر فكن فطناً فالغير عين الفطينة
الم ترها ألقت عليك جمالها ولو لم تقم بالذات منك اضمحلت
نقول لك ادن وهى كلك ثم إن سبتك بوصل أوهمتك بذلة
عزيز لقاها لا ينال وصالها سوى من يرى معنى بغير هوية
كلفت بها حتى فنيت بحبها فلو أقسمت أنى أناهى برت
وغالطت فيها الناس بالهم بعدما تبينتها حقاً بداخل بردتى
وغطيتها عنى بثوب عوالمى وعن حاسدى فيها لشدة غيرتى
بديعة حسن لو بدا نور وجهها إلى أكمه أضحى يرى كل ذرة
تجلت بأنواع الجمال بأسرها فهام بها أهل الهوى حيث حلت
وحلت عرى صبرى عليها صبابة فأصبحت لا راضى لصبوة عروة
ومن ذا من العشاق يبلغ فى الهوى مرامى فيها أو يحاول رتبتى
وبى من هواها مالو ألقى فى لظى لذابت لظى منه بأضعف زفرة
وبالبحر لو يلقى لأصبح يابساً وبالشم دكت والسحاب لجفت
ذهلت بها عنى فلم أرى غيرها وهمت بها وجداً بأول نظرة
ولم أزل متطلعاً شمس وجهها إلى أن تراءت فى مطالع صورتى
فغاب جميعى فى لطاقة حسنها لأن كنت مشغوفاً بها قبل نشأتى
فدع عاذلى فيها الملام فإنما عذابى بها عذب ونارى جنتى
وإن شئت لم فيها فلست بسامع ذهبت فلم يمكن إليك تلفتى
وكيف أصيح فى الملامات التى عليها جيوبى فى الحقيقة زرت
وكنت بها مغرى أراها حبيبة إذا إنها والله عين حقيقتى
وفيها ادعيت العى فى مذهب الهوى وقطعت رسمى كى أصحح حجتى
وأصبحت مشغوفاً وأصبحت عاشقاً لأن ظهورى صار أعظم رينة
بها سمعت أذنى وأبصر ناظرى فعاينتها منها إليها تبدت
وفى حانها دارت على كؤوسها فصرت بها أسمو على كل ذروة
وما أبصرت عيناى للخمر جامها لأن حمياها لها عين حكمة
تلآلآ منها كل شئ فما أرى سوى نورها الوقاد فى كل وجهة
أباح لى الخمار منه تفضلا خباها وصار الشرب دينى وملتى
فإن شئتها صرفاً شربت وإن أشا مزجت لأن الكل فىطى قبضتى
وإن شئت أطوى الكون طياً وإن أشا نشرت جميع العالمين بنظرة
شربت صفاءً فى صفاءٍ فمن يرد من القوم شرباً لم يجد غير فضلتى