( أمّ المؤمنين عائشة -رضِي اللَّهُ عنها- )
بُشــراكِ يا أُمَّاهُ بُشـراكِ . . . هيهاتَ يخـلُدُ إفكُ أفَّـاكِ
بُشــراكِ آياتٌ نرتِّلُها . . . تَجلو هُمـومَ البائسِ الباكـي
أَفدي دُموعَكِ رِقَّـةً نَزَفَتْ . . . تُبدي المواجِعَ مِنْ حنايـاكِ
في ثوبِ طُهـرِكِ عِشْتِ رافلةً . . . والنُّورُ يقطـرُ من مُحيَّاكِ
نبـعُ الحياءِ وعذبُـه اجتمعا . . . تحويهما بالطُّهـرِ عينـاكِ
هيهاتَ يمتـدُّ النِّفـاقُ له . . . كالنَّجـمِ عن يدِهم سجاياكِ
هيهاتُ يدنسُ ثوبُ طاهرةٍ . . . هيهاتَ يُلْمَسُ غرسُها الزَّاكي
يأبَـى العفـافُ بأن تُلامِسَـهُ . . . أطرافُ خوَّانٍ وشكَّـاكِ
أمليكـةَ الطُّهرِ التوَى قلمي . . . عن وصـفِ مالكةٍ وأملاكِ
أمليكـةَ الطُّهرِ انتشَـى عَبَقًا . . . تاريخُنا بشـذا حكايـاكِ
خيرُ الأنـامِ حليلُكم وكفَـى . . . فخرًا بأنَّ يديه ترعـاكِ
في حُبِّـه قد حُـزْتِ منـزلةً . . . ما حـازَها -واللهِ- إلاَّّكِ
علمٌ وفضـلٌ عفَّةٌ وهـدًى . . . سـبحانه كالبدرِ سـوَّاكِ
ما مُتِّ لا .. ما زِلْتِ عائشـةً . . . بالعلمِ كنتِ كما مُسمَّاكِ
أُمَّـاه ما زال النِّفـاقُ بنـا . . . لو أبصَرَتْـهُ اليومَ عينـاكِ
كم بيـننا من مُرجِـفٍ ولَكَمْ . . . من حـاقدٍ وَغْدٍ وأفَّاكِ
وَقَفـوا لنا في دربِ عِفَّتِنا . . . بشِـراكِ عدوانٍ وأشـواكِ
لا ليسَ شَـرًّا ما يُحاكُ لنا . . . فاللهُ فوقَ الحـائكِ الحاكي
لا ليـس شـرًّا إنَّه لرُؤَى . . . خـيرٍ فبُشـرانا ببُشـراكِ
جنَّة الدُّنيا
سَـلِ القلوبَ التي لانَتْ لخالقِـها . . . وأشعلَتْ من سـنا الإيمانِ قنديـلا
سـل العيونَ التي فاضَتْ مدامعُـها . . . مـن خشيةِ اللهِ إشفاقًا وتبجـيلا
سـل النُّفوس التي بالأُنسِ يوقظُـها . . . كتابُ ربِّي فتُحيِـي الليلَ ترتيـلا
سـل النُّفـوس الَّتي نَقَتْ سـرائرها . . . وفاضَ ناطقُـها ذكـرًا وتهليـلا
سـل المحاريبَ كم ضـجَّتْ بمبتهلٍ . . . وكم ترقـرق فيها الدَّمـعُ مسبولا
تاقت إلى الحـورِ والفردوسِ أنفسُـهم . . . فذلَّلـوا دربَهم للخُـلدِ تذليلا
تُذيقُنا المُـرَّ دنيـانا وقد وجـدوا . . . طعـمَ السَّعادةِ بالإيمـان معسـولا
قد أُدخِـلوا ( جنَّة الدُّنيا ) فوا لهفي . . . مِمَّن يُقاسـي لظى الحِرمانِ مغلولا
آهٍ على مُصـبحٍ باللَّهـوِ في سـفهٍ . . . يُمسي طريحًا على الأعناقِ محمـولا
ذاقَ المـرارةَ في دنيـاه محتمِـلاً . . . أوزاره عنـد محصيــها مثاقيـلا
واللهِ واللهِ أَيْمـانًا أصــيحُ بـها . . . لا والَّـذي نـزَّل القـرآنَ تنـزيلا
من لم ينَلْ ( جنّةَ الدُّنيا ) فحاجبُه . . . عن ( جنَّة الخُلد ) قلبٌ باتَ سـجِّيلا
قد قالَـها شيخُنا الحـبرُ ( ابنُ تيميةٍ ) . . . ولسـتُ أبلغَ مما قاله قيـلا !!!
في العيادة
ذهبـتُ إلى الطَّبيبِ أُريـه حالي . . . وهل يدري الطَّبيبُ بما جَرَى لي؟!
جلسـتُ فقالَ ما شـكواك صِفْها . . . فقُلتُ الحـالُ أبلغُ مِن مقـالي
أتيتُـك يا طبيـبُ علـى يقـينٍ . . . بأنَّكَ لسـتَ تَملك ما ببـالي
أنا لا أشـتكي الحمَّى احتجـاجًا . . . بَلِ الحُمَّى الَّتي تشكو احتمالي!!
يُقـالُ بأنَّـه فيـروسُ سـوءٍ . . . يُصيِّـرُ ما بجــوفكَ كالقِتـالِ
فقلتُ إذن يرَى بدمي هُمـومي . . . فتجْـبرُهُ الهمـومُ إلى ارتحـالِ!!
فتحتُ إليكَ حَـلْقي كَي تَـرَاهُ . . . فقُل لي: هل أكلتُ من الحـلالِ
أتعـرفُ يا طبيبُ دواءَ قَـلْبي . . . فَـدَاءُ القَلـبِ أعظمُ مِن هـزالي
كَشَفْتُ إليكَ عَن صـدري أجِبْني . . . أتَسـمعُ فيهِ للقـرآنِ تـالِ؟!
تقـول بأنَّ مـا فـيَّ التهـابٌ . . . ورشـحٌ ما أجبتَ على سُـؤالي
وضعتَ علَى فَمـي المقياسَ قُل لي: . . . أسهـمُ حرارةِ الإيمـانِ عـالي
سـقامي من مُقـارفةِ الخَطـايا . . . وليـس مِنَ الزُّكامِ ولا السُّـعالِ
فإن كنـتَ الطَّبيبَ فما عـلاجٌ . . . لذنـبٍ فَوْق رأسـي كالجبـالِ
تَمُـرُّ عواصـفُ الحُمـَّى وتَغْدو . . . ولـم أرَ كالتجـلُّد للرِّجـالِ
نُسـائلُ مـا الدَّواءُ إذا مَرِضـنا . . . وداءُ القَـلْبِ أولَـى بالسُّـؤالِ
نعم سأنساك
علامَ تدفنُ ماضـي العمرِ كفّاكَا؟! . . . نسـيتَني أم غرورُ النفسِ أغـراكَا؟!
مـرّتْ شـهورٌ ولم تَحْفلْ بفُرْقَتِنا! . . . وما التَفَتَّ لقـلبي حـين نـاداكَا!
قد كنتُ أُفضـي لكُمْ حزني لتدفنَه . . . فمَن سـيدفنُ أحـزاني بذكـراكَا؟!
أسـترجعُ الأمسَ بالذِّكرَى ليُنسيَني . . . مرارةَ اليومِ . . مَنْ يا أمسُ حـلاَّكَا؟!
إني لأسـألُ قلبًـا قد عهـدتُّ به . . . لِينَ المحـبَّة؛ مَن يـا قلبُ قسَّـاكَا؟!
ما كنتَ بالأمـسِ تقوَى أن تُفارقَني . . . يومًا فَمَـنْ بَعْدَ هذا البُعْـدِ قوَّاكَا؟!
سبعون يومًا مَضَتْ ما جئتَ تسألني . . . عمَّـا جـرحْتَ وما أدْمَتْـهُ كفَّاكَا!
واللهِ ما غِبْتَ عـنِّي لحـظةً ولَكَمْ . . . سـهرتُ أرجـع بالذكرَى سجاياكَا
علَّمْتَـني وجَعلتَ القلبَ مـزرعةً . . . فِـداكَ قـلبيَ إنَّ القلـبَ مـرعاكَا
قرّرتُ -يا صاحِ- أن أنساكَ مُبتعدًا . . . فاصبِرْ علَى البُعْدِ واستحملْ خطاياكَا
نعم سأنسـاكَ لكن بعـدَ مُعجزةٍ . . . إذا نسيتُ فؤادي سـوفَ أنساكَا!!
قلوب الأنقياء
علَى ماذا التَّنـاحُرُ والضَّغينَهْ . . . وفيمَ الحقدُ يُفقدُنا السَّكينَهْ
علامَ نسـدُّ أبوابَ التَّآخي . . . ونسـكنُ قاعَ أحقادٍ دفينَهْ
أيهجرُ مسـلمٌ فينا أخـاهُ . . . سـنينًا لا يَمُـدُّ له يَمينَـهْ
أيهجـرُه لأجلِ حُطـامِ دُنْيا . . . أيهجـرُه علَى نُتَفٍ لعينَهْ
ألا أينَ السَّـماحةُ والتَّصافي . . . وأينَ عُرَى أُخـوَّتِنا المتينَهْ
بَنَيْنـا بالمحبَّـة ما بَنَيْنـا . . . وما بـاعَ امرؤٌ بالهَجْـرِ دينَهْ
تألَّفنا القلـوبَ وإن قَدَرْنا . . . على الباغـي أبَيْنا أن نُهينَهْ
ألانَ مُحمَّـدٌ بالعَفْـوِ قلبًا . . . فجاءَتْهُ الجبابـرُ مسـتكينهْ
كذاك ندَى القلوبِ تجودُ عفوًا . . . فمالِ قلوبِنا أمسَتْ ضَنينهْ
قلوبُ الأنقيـاءِ تفيضُ أُنسًا . . . وتدفنُ ما مضَى كي لا تبينهْ
تزيدُ بِمَن يُجرِّحُها صـفاءً . . . كزهرٍ زِدْنَهُ الأشـواكُ زِينهْ
دموع اليراع في ليل الوداع
أتَـتْ تعانقـني والدَّمـع ينهَمِـلُ . . . قالت حبيـبي وداعًا سـوف أرتحـلُ
قوافلُ الطُّهرِ قَـدْ مَـرَّتْ بِضاحِيتـي . . . فَمَا عنِ البُعدِ لو زادَ الأسـى حِـوَلُ
فقلتُ مهـلاً وريد القلبِ مَن لِدَمـي . . . إذا ارتحلْتِ أيجـري دونَـكِ الأمَـلُ
يا ربَّةَ الحُسنِ مَن في النَّاسِ يُسعِفنـي . . . إذا رَأونـي بنـارِ الشَّـوقِ أشتَعِـلُ
خـواطري مِن لهيبِ الحُزْنِ قَدْ وَجَمَتْ . . . ما لي بِبُعدِكِ يـا حسنـاءُ مُحْتَمَـلُ
واحرَّ قلباهُ مِن يـومٍ مَسَحـتُ بـه . . . دمعي وحـولي كُـلٌّ جـاء يحتَفِـلُ
أُكَفْكِفُ الدَّمعَ أُخفي حسرتي كلفًـا . . . ومـا دَرَوْا أنَّنـي بالدَّمـعِ منشَغِـلُ
أختـاه إن سـرَّني عن فرْحكم خـبرٌ . . . فالبُعـد عنكِ سـعيرٌ ليس يُحـتملُ
مـاذا أقـولُ لأمِّي حـينَ أُبصـرُها . . . ودمعُـها من ليالي البُعـدِ ينهمـلُ؟!
ماذا أقولُ ولـي فـي كـلِّ زاويـةٍ . . . يا ربَّة الحُسنِ مِنْ ذِكراكُمُ طَلَـلُ؟!
ماذا أقـول لـ(لميا) حين تسـألُني . . . عمَّاهُ ما بـالُ رجـعِ الحبِّ لا يصلُ؟!
عمَّـاه أين الَّـتي بالأمـس تحضنُـني . . . في صـدرِها بحنـانٍ ما له مثـلُ؟!
مَنْ ذا أُداعبُـهُ؟ مَـن ذا يُعاتبنـي؟ . . . عتابها بلسـمٌ تُشفَـى بـه العِلَـلُ
خِصامُنا صـاغَ مِنْـهُ الحُـبُّ آنيـةً . . . قلبي وقلبُكِ فيها السَّمنُ والعَسَـلُ!!
أُختاه تهتزُّ فـي مـا قلـتُ قافيتـي . . . وما تُطاوِعني فـي وصفـكِ الجُمَـلُ
أدُرَّةٌ أنـتِ لا بـل أنـتِ غاليـتي . . . ألماسـةٌ ما لهـا في كوننــا مثـلُ
يا سائلـيَّ سلـوا عنهـا عَباءتَهـا . . . كأنَّها غَيْهَـبُ الأسحـارِ مُنْسَـدِلُ
كأنَّها فـي مَحَـار الطُّهـرِ لؤلـؤةٌ . . . عذراءُ يرسمُ معنى صمتِهـا الخَجَـلُ
يا مَـن تعبتُ ولم أحصـي شمائلها . . . آياتُ حسـنِكِ بالأخـلاق تكتمـلُ
أُختاه جئتُ أسـوق الشِّعـرَ قافلـةً . . . يقودُها الحبُّ يحدو ركبَهـا الأمـلُ
أُوصيكِ أُختاه بالتَّقـوى فـإنَّ بهـا . . . طعمَ السَّعـادةِ لا جـاهٌ ولا حُلَـلُ
والزَّوج والزَّوج كـوني عندَ عشْرَتِـهِ . . . تاجًـا تُزَيِّـنُـهُ الآدابُ والمُـثُـلُ
ولْتَجْعلي دارَكـمْ بالذِّكـرِ عامِـرةً . . . لا يَهْدِمَـنْ عِزَّهـا باللَّهـوِ مبتـذلُ
(مُبارَكٌ) ... لستُ أدري كيف أنطقها . . . أختاه عُذرًا فإنِّـي لسـتُ أحتمِـلُ
هذي دُمـوعُ يراعي سطَّـرَتْ أَلَمًـا . . .كما بكاكِ سأبكي ريثمـا تصِلُـوا
الفراق
أبنــارِ الفُـؤادِ أم بالمآقـي . . . أنثـرُ الحزنَ من ليـالي الفـراقِ
أُغمـضُ العينَ من أسايَ لأُبقي . . . أدمُـعًا ما لها من الحـزنِ باقي
لَمْ تَزَلْ لَمْحـةُ الجفونِ تُريـني . . . قدرَ مـا كان بيننا من تلاقـي
آهِ ما أعذبَ الوصالَ وأنقى الـ . . . ـعيشَ ما بين إخـوتي ورفاقي
بدمـوعِ الرُّجوعِ قُمنا اللَّيالي . . . وسَـعَينا لربِّنـا فـي ســباقِ
وســقينا محبَّـة اللَّهِ غـرسًا . . . وربطْـنا إخـاءنـا في وثـاقِ
كيفَ أقوَى فراقهم كيف أقوَى . . . آه واطـولَ لوعتي واشتيـاقي
كمـل الأُنـسُ باللِّقاء زمـانًا . . . فغـدا بعد بُعـدِهم كالمحـاقِ
كم مِنَ المُرِّ قد سُقيتُ كؤوسًا . . . بيدَ أنِّي لَمْ أُسْقَ مثل الفـراق!!
إليها
أمام البحر... وفي أرض الحجازِ...
تنفَّستُ هذه الأبيات المفعمة بالشَّوقِ إلى الأرضِ الحبيبةِ...
«القرينة»
أُسـائلُ نَجْـمَ اللَّيـلِ لَمَّا بـدا لِيَـا . . . إلامَ سـيبقَى الصَّبُّ بالشَّـوقِ باكِيا؟!
أُســائلُه مـا بـالُ حُـزني يهـدُّني . . . أعـزَّ على أرض الحجـازِ دَوائيــا؟
ومـا بـال هذا اللَّيـلِ أسبـلَ ثوبَـهُ . . . عليَّ... وأشجَـى بالهمـومِ فُؤادِيـا؟!
سـهرتُ اللَّيـالي لا أنــامُ مُعـذَّبًا . . . كأنِّـيَ قد وُكِّـلْتُ للنَّجـمِ راعِيـا!
تهيـج لـي الذِّكـرَى ليـاليَ حُبِّـنا . . . فتغـرق مِـن حـرِّ الدُّمـوع المآقـيا
لياليَ أسـرجتُ الخُطـا فوق أرضـها . . . بعهـد الصِّبا أجـري وأمـرح لاهِـيا
أسـارعُ في خَطْـوي فأسقطُ مُتْعـبًا . . . فتحضنُـني صـدرًا من السَّـهْلِ حانِيا
إذا أثقلَتْـني بالجـراحاتِ علَّــتي . . . وجـدتُّ ثـراها للجـراح مُــداويا
هي الحسـن رُقياها لجرحيَ سِـحْرها . . . وللحُسنِ سِـحرٌ رُبَّما كـانَ راقِيـا!
هي الحسن لو جاءَتْ بـ(روما) جنانها . . . لأمسَـتْ يبابًا في (القرينـةِ) خاويا!!
ولو أنَّ شـمطاءً أقـامَتْ بأرضِـها . . . لأبصـرْتها بِكْـرًا تفـوقُ الغـوانيا!!
هي المسـكُ ما إن داعبَ النَّسْمُ أرضها . . . يفـوحُ ولو مَرَّتْ من القَفْـرِ وادِيا!!
جــبالٌ موشَّـاةٌ بأحجـارِ لؤلـؤٍ . . . تحـفُّ بعقـد الحُسْنِ تلك المغانيـا
وليـس بمـاءٍ ما تـراه بأرضِـها . . . ولكـن لُجَيْـنٌ يقطر الشهـد صافيـا
بكـيتُ حـنينًا للدِّيـارِ وأهلـها . . . وأشـجيتُ قلبًـا بالصَّـبابةِ باكيـا
أرى البحرَ صفَّاقًا كما الشَّوق في دمي . . . ولقيـاكِ يا حسناءُ شـطُّ اشـتياقيا
ألا أيُّها الشَّـادي بأيكـةِ أرضِـهم . . . سـلامٌ عليهـا لا عليك ولا ليـا!!
رويـدًا أيا ريـحَ الشَّمَالِ لعلَّـني . . . أشـدُّ على ظهـريك بعضَ رِحاليـا
فإن لَمْ تُطيقـي حمل مثقلة الأسَـى . . . فجودي على (قرّان) مُـزنًا بواكيا
وقولي لهـا إنِّي بشـوقي معـذَّبٌ . . . بُعيدَ النَّوى أشـكو إلى اللهِ حاليـا
ألا لَيْتَ شِـعري هل أبيـتنَّ ليـلةً . . . بـ(قرّان) أُحيِـي في ثراها فؤاديـا
بكيـتُ وما يبـكي المعذَّبُ إنَّمـا . . . يسـلُّ على الخدَّيْـنِ سيفًا يمانيـا!!
يُسـارقني ليلـي بنظـرةِ مُشـفقٍ . . . ولم يَـدْرِ عن عشـقٍ أقضَّ منامِيـا
فما سَـهِرَتْ عينـاي إلاَّ صـبابةً . . . ومـا عُـرِفَتْ إلاَّ بجَمْـرِ بكائيـا
غريبٌ أنا لولا اصطبـاري وما أرَى . . . بذكـراكِ من طيفٍ لَمُتُّ بدائيـا
أُضَمِّـدُ جُرْحَ القلبِ في ليلِ غُربتي . . . بقـولٍ من (المجنونِ) زادَ اشتيـاقِيا:
(وقَـد يجمعُ اللهُ الشَّتيتَيْنِ بعـدما . . . يظُنَّـان كُلَّ الظَّـنِّ أن لا تـلاقِيا)
سأنسـى بلقياكِ العذابَ وحسرتي . . . وأدفـنُ آلامـي وأُحيِـي فؤاديـا
سـلامٌ على الدُّنيا فلسـتُ أرَى بها . . . لجُرحي سِوَى سِحْر (القرينةِ) راقيا!!!
حسرةٌ وعتابٌ
كيف أُبدي بأحـرفي ما أُريدُ . . . وبِمـاذا تراه يحـكي القصيدُ
كـلَّ يومٍ تدقُّ بابي عظـاتٌ . . . ويهـزُّ الفؤادَ خَـطْبٌ جديدُ
ويـحَ نفسي ألَمْ تُفِقْ مِنْ هَوَاها . . . أَوَما هَـزَّ خافقَيْـها الوعيدُ
يُصبِحُ العبدُ في بنيه ويُمْسِـي . . . وهو تحتَ التُّرابِ فردٌ وحيـدُ
آهِ مـن يومِ سـكرتي ومماتي . . . حينما أنثـني ورُوحي تجـودُ
أستغيثُ الطبيبَ ماذا جـرَى لي . . . قيل هذا ما كنتَ منه تحيدُ
لَمْ تُغِثْني دموعُ مَن كان حـولي . . . لا ولا عدَّة الطَّبيبِ تُفيـدُ
آهِ من عُمـرٍ استقـلَّ بذنـبي . . . ركبُـهُ ليتَـهُ إلـيَّ يعـودُ
لستُ أدري أبَيْنَ جَنبَيَّ قلبٌ . . . أمْ هو اليومَ من عِنادي حـديدُ
أنا من يستلذُّ كسبَ الخطايا . . . ما بعُمري سِوَى الذُّنوبِ رصيدُ
أتلهَّـى برحمـةِ الله وَيْلِـي . . . إنَّمـا أخـذُهُ أليـمٌ شـديدُ
أَوَ مَـا آنَ أنْ أُعِـدَّ ليـومٍ . . . مِن رُؤَى هَوْلِهِ يشـيبُ الوليدُ
عندهـا يُفْرَقُ العِبادُ شَقِيٌّ . . . في لظَـى النَّارِ أو بِعَدْنٍ سـعيدُ
كيف يحـلو بلذَّةِ الذَّنبِ كأسٌ . . . وبقَعْـرِ الجحيمِ ماءٌ صديدُ
كيفَ أجْرُو علَى المعاصي وفي النَّا . . . رِ حميمٌ تذوبُ منه الجلودُ
تلك ذكرَى لِمَن له اليومَ قلبٌ . . . ولِمَن ألقَى السَّمعَ وَهْوَ شهيدُ
إنَّمـا زُخْرُفُ الحياةِ سَـرابٌ . . . والتُّقَـى واحةٌ وظِـلٌّ مديدُ
إن حَيِينَا بِخَمْـرَةِ المالِ سَكْرَى . . . واحتَوَتْنا علَى النَّعيمِ عُهودُ
مـا لَنا بَعْـد مَوْتِنا منـه إلاَّ . . . كَفَـنٌ عن قَوامِنا لا يـزيدُ
أَلَمٌ ونَدَمٌ
وقفتُ ببابكَ يا خـالقي . . . أُقِلُّ الذُّنوبَ علَى عاتقي
أجُرُّ الخطايا وأشقَى بها . . . لهيبًا من الحُـزنِ في خافِقي
يسوقُ العبادَ إليكَ الهُدَى . . . وذنبي إلَى بابِكم سائقي
أتيتُ وما لي سوَى بابكم . . . طريحًا أُناجيكَ يا خالقي
ذنوبيَ أشـكو وما غيرها . . . أقَضَّ مناميَ من مُقـلتي
أُعاتِبُ نفسـي أمَا هزَّها . . . بكاءُ الأحبَّةِ في سَـكْرتي
أمَا هزَّها الموتُ يأتي غدًا . . . وما في كتابي سِوَى غَفلتي
أمَا هَـزَّها من فِراش الثَّرَى . . . ظلامٌ تزيدُ به وحشَتي
ندمتُ فجئتُ لكـم تائبًا . . . تُسابِقُني بالأَسَى حَسْرَتي
أتيتُ وما لي سـوَى بابِكم . . . فإنْ تطرُدنِّي فوَاضيعَتي
إلهي أتيتُ بصِدْقِ الحنينْ . . . يُناجيكَ بالتَّوْبِ قلبٌ حزينْ
إلهي أتيتُك في أضلُـعي . . . إلى ساحةِ العَفْوِ شَوقٌ دفينْ
إلهي أتيتُ لكـم تائبًا . . . فألحِـقْ طريحَك في التَّائبـينْ
أعِنْهُ علَى نفسِه والهوَى . . . فإن لم تُعِنْهُ فمـن ذا يُعينْ!!
أتيتُ وما لي سِوَى بابِكمْ . . . فرُحْماكَ يا ربِّ بالمُذنِبينْ!!
أبـوحُ إليكَ وأشـكو إليكْ . . . حنـانيكَ يا ربِّ إنَّا إليـكْ
أبـوحُ إليكَ بِما قد مضَـى . . . وأطـرحُ قلبيَ بين يديـكْ
خُطاي الخَطايا ودَربي الهَوَى . . . وما كان تَخفَى دُروبي عليكْ
تـراني فتُمْهِـلُني منَّـةً . . . وتستـرُ سُودَ الخفـايا لديـكْ
أتيتُ وما لي سِـوَى بابِكمْ . . . ولا مُلتجَـا منكَ إلاَّ إليكْ
إلهـيَ مَن لي إذا هالَـني . . . بجمعِ الخلائقِ يوم الوعيـدْ
إذا أحرقتْ نارُكم أهلَها . . . ونادَتْ أيا ربِّ هل من مزيدْ
إذا كُـلُّ نَفْسٍ أتَتْ مَعَها . . . إلى ربِّها سـائقٌ وشهيدْ
وجئتُكَ بالذَّنبِ أسـعَى به . . . مخفَّ الموازين عبدًا عنيدْ
إلهي.. إلهي.. بِمَنْ أرتجي . . . وما غير عفوكَ عنِّي أُريدْ
عَبيدُكَ قد أوصَدوا بابَهم . . . وما لي سـواكَ إله العبيدْ
المطلَّقــةُ
للشَّاعر: محمَّد المقرن
آهَــةُ الـهَـمِّ مـُحرِقَـهْ
ورُؤَى الجـرحِ مُرهقَـهْ
فـي فَمِي ألـفُ عُقـدَةٍ
سَلبـتْ منـهُ مَنـطِقَــهْ
آهِ مـا أثْقَــلَ الأسَــى
فـي حنـايـا مُطـلَّقَــهْ
أسمعُ الخوضَ مـا لَهـا
تُغمضُ الطَّرفَ مُطرِقَهْ
أوَ عـيــبٌ يَسُـوؤُهــا
أم مِـن القُبـحِ مُزهقَـهْ
كيف تُرْمَـى ولـَم تَزلْ
بَعـدُ بِالعُمـرِ مُـورِقَـهْ
كيف غابَتْ وشَمْسُها
لـَم تَـزلْ بعـدُ مُشرِقَـهْ
أوَ خـانَـتْ حَـلِيلَهــا
أم عَلـى السُّوءِ مُطبِقَهْ
أيـن أَخــلاقُهـا أَلـَـم
تَـرعَ للـزَّوجِ مَـوْثِقَــهْ
أوَ لـَم تَسْــبِ قَـلْبَــهُ
بِـفعــالٍ مُــرَونَـقــهْ
كلمــاتٌ مَـريـضـــةٌ
مِـن عُقــولٍ مُغلـَّقَــهْ
شُغلُهُـم كُـلُّ شُغلِهِـمْ
مـا لِـ(لَيلـَى) مُطلَّقــهْ
أيُّهـا النَّــاسُ أدرِكُـوا
مَن على الجرحِ مُشفِقَـهْ
كُـلُّ عَيبـي بأنَّنـي الــ
ـيـومَ لسـتُ المُوَفَّقَــهْ
لا تـَخوضُـوا فَـرُبَّمـا
يُوسِعُ الخَوضُ مَزلقَـهْ
قَـد يُوافـي بِنــاتِـكُـم
مَا تـجـرَّعتُ أعْمَقَــهْ
انـظُـرونـي بِـنـظــرةٍ
مِلـؤُها الحُـبُّ والثِّقَـهْ
أنـــا بِـالطُّهـــرِ وَردةٌ
أنـا بِالحُسـنِ مُشـرِقَـهْ
سـوفَ أحيَـا بِغُصَّتِـي
والأمـانـِي مُـحَلِّقَـــهْ
سوف أبقَـى بِمُهْجَتِـي
أرقُـبُ الأُنسَ مُحـدِقَـهْ
وستَبقَــى رَواحِـلـِـي
فــي دُروبـي مُطلَّقَــهْ
واطُولَ صَبرِي!
[في مَدحِ الإمامِ ابنِ بَازٍ -رحمهُ اللهُ-]
أَيْنَ حَادِي الهَـوَى؟! وَأَيْنَ الدَّلِيلُ؟ ... وَلِـدُورِ الحِسَـانِ أَيْـنَ السَّبِيـلُ؟
سِرْتُ مِنْ لَهْفَتِي وَشَـوْقِي إِلَيْهَـا ... كَاهِـلٌ مُثْـقَـلٌ وَدَرْبٌ طَوِيـلُ!
أَنَا مَـا بَيْـنَ دَمْعَتِـي وَفُـؤَادِي ... ذَاكَ مُسْتَبْشِـرٌ وَهَـذِي تَسِيــلُ
أَنَا يَـا قَوْمِ عَاشِـقٌ وَشُهُـودِي ... فِي الهَـوَى أَدْمُعِي وَقَلْبِـي القَتِيـلُ
لا تَلُومُـوا فُؤَادِيَ اليَـوْمَ إِنَّ الْـ ... ـبَوْحَ في حُبِّهَـا جَمِيـلٌ جَمِيـلُ
لَوْ رَأَيْتُمْ جَمَالَهَـا حِيـنَ تَعْلُـو ... هَامَـةَ الْحُسْنِ وَالخُطَـى إِذْ تَمِيـلُ
لَكَرِهْتُمْ نِسَاءَكُـمْ مِـنْ هَوَاهَـا ... وَلَجَـدَّ السُّـرَى لَهَـا وَالرَّحِيـلُ
أَتُرَانِـي أَمَـسُّ بِالْكَـفِّ يَوْمًـا ... كَتِفَيْهَـا مَا بَيْنَنَـا مَـنْ يَحُـولُ؟
أَتُرَانـي أَضُـمُّ صَـدْرًا يُرينِـي ... خَلْفَهُ الْكَفَّ كَيْفَ كَانَـتْ تَجُـولُ؟
أَتُـرَانِـي مُقَبِّلًا مِنْ خُـدُودِ الْـ ... حُسْـنِ مَـا يَسْتَلِذُّ مِنْـهُ الحَلِيـلُ؟
أَحْـرَقَ الشَّوقُ يَا عَرُوبُ فُـؤَادِي ... وَتَحَيَّـرْتُ فِيـكِ مَـاذَا أَقُـولُ؟
يا لبِكْـرِ تَلَـذُّ مِنْهَـا وَتَقْضِـي ... مَعَهَـا مَـا تَشَـاءُ وِهْيَ البَتُـولُ
أَيُّ قَلْبٍ حَمَلْتُـهُ فِـي هَوَاهَـا ... أَيُّ شَـوْقٍ بِمُهْجَـتِـي يَسْتَطِيـلُ
كُنْتُ مُنْـذُ الصِّبَـا أُمَنِّي فُـؤَادِي ... وَأَمَـامِي غُـرُّ الجِيَـادِ تَصُـولُ
قَدْ حَكَى لِي الزَّمانُ عَنْ إِلْفِ قَوْمِي ... عَـنْ دَمِ العاشِقِيـنَ حِينَ يَسِيـلُ
زُوِّجَ الحُـورَ أَيُّهَـا القَـوْمُ قَـوْمٌ ... عَـرَفُوا رَبَّهُـمْ فَهَـانَ السَّبِيـلُ
دَفَعُوا مَهْـرَهَا وَكَانَ مَقِيـلَ الْـ ... ـخُلْدِ عُقْبَاهُـمُ فَنِعْـمَ الْمَقِيـلُ
سَلْ عَنِ الحُورِ مُصْعَبًا حِين أَعْطَـى ... مَهْـرَهَا رُوحَـهُ وَمَا لا يَمِيـلُ
سَلْ عَنِ الحُورِ خَالِـدًا عِنْدَمَـا مَا ... لَ مِنَ الطَّعْـنِ سَيْفُـهُ المَسْلُـولُ
سَلْ عَنِ الحُـورِ أَنْفُسًـا قَدْ رَعَاهَا ... فِي حِمَـى اللهِ بِالْجِهَادِ الرَّسُـولُ
مَهْرُهَا بَاهِظٌ وَمَنْ يَخْطِبِ الحَسْـ ... ـناءَ يُـدْنِـي بِمَهْرِهَا مَا يَطُـولُ
شَيْخَنَـا تِلْكَ أَحْرُفِـي شَاكِيَاتٌ ... قَلْبَهـا الفَـذَّ وَالأَمَـانِـي فُلُـولُ
شَيْخَنَا يَا ابنَ بَازٍ اعـذُرْ حُرُوفِي ... إِنَّ قَـلْبِـي بِـحُـبِّهِـنَّ قِـتِيـلُ
ذَاكَ صُنْـعُ الهَوَى فَوَاطُولَ صَبْرِي ... كَاهِـلٌ مُثْقَـلٌ وَجِسْـمٌ نَحِيـلُ
كَـمْ تَمَنَّيْتُ أَنْ أَخِـرَّ شَهِيـدًا ... أُبْصِـرُالْجُـرْحَ بِالدِّمَـاءِ يَسِيـلُ
عَلَّ عَيْنًـا تَـرَى مُنَاهَا وَتَلْقَـى ... فِـي خُدُورِ الحِسَـانِ مَا لَا يَـزُولُ
جَنَّـةٌ عَرْضُهَا السَّمَـاوَاتُ وَالأَرْ ... ضُ وَرِزْقٌ عَـنْ أَهْلِـهِ لا يَحُـولُ
شَيْخَنَـا جِئْتُكُمْ وَأَثْـوابُ قَوْمِي ... رُقَـعٌ وَالقَـوَامُ غَـضٌّ هَـزِيـلُ
عَرَفَ القَوْمُ كَيْفَ نُحْصِي الضَّحَايَا ... كَيْفَ يُرْمَـى عَلَى القَتِيـلِ القَتِيلُ
وَنَسِينَا شَكْـلَ السِّـلاحِ فَعُـذْرًا ... إِنَّ حَفْـرَ القُبُـورِ شُغْـلٌ ثَقِيـلُ
نَحْـنُ وَاللهِ إِنْ عُـدِدْنَـا كَثِيـرٌ ... بَيْـدَ أَنَّـا إِذَا دُعِينَـا قَـلِـيـلُ
لَيْسَ مَا قَـدْ نَقُولُ يَأْسًـا وَلَكِنْ ... يَأْسُنَـا أَنْ نَخَـافَ مَمـا نَقُـولُ؟!
نَصْـرُنَا حِيـنَ نَنْصُـرُ اللهَ صِدْقًا ... فِـي لِقَـاءٍ لَـهُ تُـدَقُّ الطُّبُـولُ
أَدْمُـعُ الشَّيْخِ وَاحْتِقانُ الصَّبَايَـا ... عَلْقَـمَ الْقَهْـرِ وَالعَـذَابُ الوَبِيـلُ
دَوْلَةٌ لِلزَّمَـانِ دَالَتْ وَبُشْرَى الـ ... ـقَومِ أنَّ الزَّمـانَ دَوْمًـا يَـدُولُ
فِي صِـرَاعِ الحَيَاةِ نَمْضِـي أُبَـاةً ... حَسْبُنـا رَبُّنَـا وَنِعْـمَ الوَكِيـلُ
إِنْ بَـدَا مُفْجِعُ الزَّمـانِ عَجُـوزًا ... فَبِبَطْـنِ العَجُـوزِ طِفْلٌ جَمِيـلُ
شَيْخَنَـا يَا سَوادَ عَيْنِـيَ عُـذْرًا ... ذَا لَهِيـبُ الأَسَـى وَقَلْبِي الفَتِيـلُ
لَوْعَـةٌ فِي فَمِي وَشَوْقٌ بِصَـدْرِي ... وَفُـؤَادِي بِـحُـبِّـهِ مَتْـبُـولُ
مَا كَتَبْتُ القَصِيدَ أَغْلُو بِمَدْحِـي ... أَنْـتَ أَعْـلَـى وَاللهِ مِمَّـا أَقُـولُ
أَوَ يُغْـنِي الْقَصِيدُ عَنْ رَكْبِ عِلْمٍ ... دَرْبُـهُ النُّـورُ وَالْكِتَـابُ الدَّلِيـلُ
أَوَ يُغْنِي القَصِيدُ والعِلْـمُ مِنْ كَفْـ ... ـفَيْـكَ مُـزْنٌ ثَقِيلَـةٌ وَسُيُـولُ
أَوَ يُغْنِـي القَصِيدُ عَنْكَ مَعَاذَ اللـ ... ـلهِ إِنَّ القَصِيـدَ مِنْكَ خَجُـولُ
أَظْلَمَتْ عَيْنُكُمْ وَفِي القَلْبِ صُبْـحٌ ... مِـنْ سَنَـا اللهِ مُشْـرِقٌ وَظَلِيـلٌ
سِرْتَ مَا لَمْ يَسِـرْهُ أَلْفُ بَصِيـرٍ ... وَتَجَـاوَزْتَ مَـا عَلَيْنَـا يَطُـولُ
أَنْتَ بَدْرُ الدُّجَـى وَأُنْسُ اللَّيالِـي ... أَنْتَ شَمْسُ الضُّحَى وَأَنْتَ الأَصِيلُ
رَفَعَ اللهُ قَـدْرَكُـمْ وَلِأَهْـلِ الْـ ... ـعِلْمِ قَـدْرٌ لِمَـنْ رَعَـاهُ جَزِيلُ
أَنْتَ حَبْـرٌ بَحْـرٌ وَرَحْبٌ وَرِبْـحٌ ... كَيْـفَ قَلَّبْتُهَـا إِلَيْـكَ تَـؤُولُ
لَسْتَ أَعْمَى فَنَحْنُ خَلْفَكَ نَمْضِـي ... وَبِنُـورِ الْفُـؤادِ أَنْتَ الـدَّلِيـلُ
أَنْتَ كَـفُّ النَّدَى وَتَاجُ الْمَعَالِـي ... أَنْتَ لِلْمَكْرُمـاتِ أَنْتَ السَّلِيـلُ
أَنْتَ وَاللهِ مُسْبِـلٌ بِثِيَـابِ الْـ ... ـجُودِ حِـلٌّ ثِيَـابُهَـا إِذْ تَطُـولُ
تَرْقُصُ الأَرْضُ إِنْ مَشَيْتَ عَلَيْهَـا ... وَيَفُـوحُ العَبِيـرُ فِيمَـا تَـقُـولُ
أَنْتَ إِنْ أَجْـدَبَ الزَّمَانُ رَبِيـعٌ ... وَإِذَا غَـصَّ غُـصَّـةً سَـلْسَبِيـلُ
أَبْلَغُ القَـوْلِ مِنْ ثَنَائِي جَزَاكَ اللـ ... ـلهُ خَيْرًا كَـذَا يَقُـولُ الرَّسُـولُ
شَيْخَنَا لَمْ أُوَفِّـكَ اليَـوْمَ حَقًّـا ... إِنَّنِـي بِالَّـذِي كَتَبْـتُ بَـخِيـلُ
أَنَـا للهِ قَدْ نَـذَرْتُ حُـرُوفِـي ... وَعَـلَـى اللهِ مَقْصَـدِي وَالسَّبِيـلُ
أَنَـا لَا أَكْتُـبُ القَصِيـدَ نِفَاقًـا ... إِنَّنِـي إِنْ فَعَلْـتُ ذَا لَـذَلِـيـلُ
قُـلْ لِمَـنْ سَابَقُوا الهَوَى شُعَـرَاءً ... يَبْتَغُـونَ الْعَطَـاءَ بِئْسَ العُقُـولُ
أَنَا لا أَكْتُبُ القَصِيـدَ ارْتِـزَاقًـا ... إِنَّ كَسْبِـي مِنَ القَصِيـدِ غُلُـولُ
أَسْتَقِـلُّ الخُيُولَ شِعْـرًا وَمَالِـي ... إِنْ أَقَلَّتْ أَخَـا الهَـوَانِ العجُـولُ
أَنْفُ شِعْرِي فَوْقَ الأُنُوفِ أَشَـمٌّ ... وَبِشُـمِّ الأُنُـوفِ تَعْلُـو الفُحُـولُ