أتينــــا رحابك يا شيــخ العرب ~~~ فلله ســــرنا نلبــــي الطلـــب
أتينــــا لساحك يا ابن الرسول ~~~ دعــاءاً فجــاء الرضا والقبول
وأنت له البـــاب أنت الوصول ~~~ وجمل المحامل وقاضي الإرب
فيا عيســـوينا بحــــال القــــدم ~~~ أتينــــا نتمــــم لعهــــد القــدم
قـــويُّ العزائـــم وسيــع الكرم ~~~ حســيبٌ نسيبٌ شريفُ النسب
أتينـــــا نُبايـــع لأســـد هُمـــام ~~~ هــو البيدواني وركـــن المقام
به مـــن علـــيٍّ وحـــالُ العظام ~~~ وكـــم نالـــوا منـــه لقوم رتب
وطنطا عرفـــت به يــــوم جاء ~~~ وجـــوده مصر الحمى والنجاة
وكـــم عنها يدفع شديد البــلاء ~~~ وأرغها عيشــــا من بعد النشا
فإن قلنــــا عنـــه مقـــال يطول ~~~ ويكفـــي حروبه ومحق الغول
وعربينـــا قال إذ أحمـد يصول ~~~ جحافـــل جيـــش تمــــزق إرب
معــــارك بغــــداد قــــد قــادها ~~~ غــــزاة أتـــــوا مصر قد ردها
وحَسَـــن أخــــاه شهــــيدٌ بها ~~~ وَمَن غيرهم يرتجي عند الكُرب
أتينــــا الملثــــم وأسد الرجال ~~~ إذا ذكــــر اسمــــه كروب تزال
وإن حــــل فينا بســــر وحـال ~~~ نكــــون به مجلـــــى كل الرتب
أتينــــا لساحك يا بحــر العطا ~~~ وســــاحٍ بهـــا قد يحــط الخَطَا
ومنكــم طلبنا لكشــــف الغطا ~~~ فأنت الوسيلـــة وأنت الســــبب
سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد * هذا النعيم هو المقيم الي الأبد
أصبحت في كنف الحبيب ومن يكن جار الحبيب فعيشه العيش الرغد
عش في أمان الله تحت لوائه * لا خوف في هذا الجناب ولا نكد
لا تخشي فقدا فعندك بيت من * كل المني لك من أياديه مدد
رب الجمال ومرسل النجوي ومن * هو في المحاسن كلها فرد أحد
قطب النهي غوث العوالم كلها *أعلي علي سار أحمد من حمد
روح الوجود حياة من هو واجد* لولاه ما تم الوجود لمن وجد
عيسي وآدم والصدور جميعهم *هم أعين هو نورها لما ورد
لو أبصر الشيطان طلعة وجهه* في وجه آدم كان أول من سجد
أو لو رأي النمرود نور جماله* عبد الجليل مع الخليل ولا عند
لكن جمال الحق جل فلا يري * إلا بتخصيص من الله الصمد
فابشر بمن سكن الجوانح منك يا * أنا قد ملأت من المني عينا ويد
عين الوفا معني الصفا سر الوفا * نور الهدي بحر الندي جسد الرشد
هو للصلاة مع السلام المرتضي * الجامع المخصوص ما دام الأبد
يا غائبين ووجدي حاضر بهم """ وعاتبين وذنبي في الغرام هم
بنتم فلا طرف إلا وهو مضطرب "'" شوقاً ولا قلب إلا وهو مضطرم
أَبداً بِذكْرِكَ تَنْقَضِي أَوْقَاتِي """ مَا بَيْنَ سُمَّاري وَفي خَلَواتي
يَا وَاحِدَ الحُسْنِ البَديع لِذاتِهِ """ أَنَا
وَاحِدُ الأَحْزانِ فيكَ لِذَاتي
وَبِحُبِّكَ اشْتَغَلتْ حَواسِي مِثْلَمَا """ بِجَمالِكَ امْتلأَتْ جَمِيعُ جِهَاتي*
===
لاَ يَقْدِرُ الحِبُّ أنْ يُخْفِي مَحَاسِنَهُ """ وَإِنَّمَا فِي سَنَاهُ الْحُجْبُ تَحْتَجِبُ
أُعَاهِدُ الرَّاحَ أَنَّى لاَ أُفَارِقُهَا """ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الثَّنَايَا شِبْهُهُا الحَبَبُ
وَأَرْقُبُ البَرْقَ لاَسُقْيَاهُ مِنْ أَربَى """ لَكِنَّهُ مِثْلُ خَدَّيْهِ لَهُ لَهَبُ
يَا سَالِماً فِي الهَوَى مِمَا أُكَابِدُهُ """ رِفْقَاً بِأَحْشَاءِ صَبٍّ شَفَّهَا الوَصَبُ
فَالأَجْرُ يَا أَمَلي إِنْ كُنْتَ تَكْسِبُهُ """ مِنْ كُلِّ ذِي كَبِدٍ حَرَّاءَ تَكْتَسِبُ
يَا بَدرَ تَمٍّ مُحَاقِي فِي زِيَادَتِهِ """ ما أَنْ تَنْجَلِي عَنْ أُفْقِكَ السُّحُبُ
صَحَا السُّكَارَى وَسُكْرِي فِيكَ دَامَ وَمَا """ لِلسِّكْرِ من سَبَبٌ يُرْوَى ولاَ نَسَبُ
قَدْ أَيَّسَ الصَّبْرَ وَالسِّلْوَانَ أَيْسَرُهُ """ وَعَاقَبَ الصِّبَّ عَنْ آمَالِهِ الوَصَبُ
وَكُلَّمَا لاَحَ يَا دَمْعِي وَمِيضُ سَنىً """ تَهْمِي وَإِنْ هَبَّ يَا قَلْبِي صَباً تَجِبُ
=====
رَوَتْ نَفَحَاتُ الطِّيبِ عَنْ نَسْمِةِ الصِّبَا """ حَدِيثَ غَرَامٍ عَنْ سُوَيْكِنَةِ الخِبَا
وَأَهْدَى النَّسِيمُ الحَاجِريُّ سَلاَمَهَا """ فَيا لُطْفَ مَا أَهْدَى النَّسِيمُ وَمَا حَبَا
أَيَا صَاحِبي مَا لِلْحِمَى فَاحَ نَشْرُهُ """ فَهَلْ سَحَبَتْ لَيْلَى ذِيولاً عَلَى الرُّبَا
فماذا الشَذا إلاَّ وقد زَار طَيْفُهَا """ فأهْلاً بطَيْفٍ زارَ مِنْهَا وَمَرْحَبا
فَيا طِيبَ عَيْشٍ مَرْ لِي بِفِنَائِهَا """ وَلَوْ عَاد يَوْماً كَأنَ عِنْدِي أَطْيَبا
لَيِاليَّ أُنْسٌ كُلُّهَا سَحَرٌ بها """ وَأَيَّامُ وَصْلٍ كُلُّهَا زَمَنُ الصّبا
مُمُنْعَةٌ رَفْعُ الحِجابِ وَضَوْءُهُا """ كَفَاهَا فَمَا نْحتَاجُ أَنْ نَتَنَقَّبا
هِيَ الشَمْسُ إلاَّ أنْ نُورَ جَمَالِهَا """ يُنَزْهُهَا في الحُسْنِ أنْ تَتَحَجْبا
لَئِنْ أَخْلَفَ الوَسْمِيُّ مَا حِلَ تُرْبِهَا """ فقَدْ رَاحَ مِنْ دَمْعِ المُحِبْينَ يَخْصِبَا
====
وَإنْ تَشَوَّقْتَكُمْ بَعَثْتُ لَكُمْ """ كُتْبَ غَرَامِي وَمِنْكُمُ الكُتُبُ
وَأَشْرَبُ الرَّاح حِينَ أَشْرَبُهَا """ صِرْفاً وَأَصْحُو بِهَا فَمَا السَّبَبُ
خَمْرَتُهَا مِنْ دَمي وَعَاصِرُهَا """ ذَاتي وَمِن أَدْمُعِي لَهَا الحَبَبُ
إنْ كُنْتُ أَصْحُو بِشُرْبِهَا فَلَقَدْ """ عَرْبَدَ قَوْمُ بِهَا وَمَا شَرِبُوا
هِيَ النَّعِيمُ المُقِيمُ في خَلَدِي """ وَإِنْ غَدَتْ في الكُؤوُسِ تَلْتَهِبُ
فَغَنِّ لي إِنْ سَقَيْتَ يَا أَمَلي """ بِاسْمِ التَّي بي عَليَّ تَحْتَجِبُ
====
عَيْنَاكِ إنْ سَلَبَتْ نَوْمي بِلاَ سَبَبِ """ فَالنَّهْبُ يَا أُخْتَ سَعْدٍ شِيَمةُ العَرَبِ
وَقَدْ سَلَبْتِ رُقَادَ النَّاسِ كُلِّهُمُ """ لِذَاكَ جَفْنُكِ كَسْلانٌ مِنْ التّعَبِ
هَلْ ذاكَ لاَمِعُ بَرْقٍ لاَحَ مِنْ إِضمِ """ أَمْ ابْتَسَمْتِ فَهَذَأ بَارِقُ الشَّنَبِ
وَتِلكَ نَارُكِ بِالجَرْعَاءِ سَاطِعَةٌ """ أَمْ ذَاكَ خَدُّكِ وَهَّاجُ مِنَ اللَّهَبِ
لاَ أَنْقَذَ اللهُ مِنْ نَارِ الجَوَى أَبَداً """ قَلْبي الَّذي عَنْ هَوَاكُمْ غَيْرُ مُنْقَلِبِ
إِنْ عَذَبَتْهُ بِنَارٍ مِنَ مَحَبَّتِهَا """ نُعْمَ فَذَاكَ نَعِيمٌ غَيْرُ مُحْتَجُبِ
منْ رامَ ذِكْرَ سِوَاهَا يَلْتَمِسْ أَحَداً """ غَيْرِي فَذِكْرُ سِوَاهَا لَيْسَ مِنْ أَرَبي
إِنْ حَدَّثَتْهُ الأَمَانِي أَنَّنِي أَبداً """ أَسْلُوا هَوَاهَا فَقَدْ أَصْغَى إِلى الكَذِبِ