مَوّلاى إنّى ببابكَ قَد بَسطتُ يَدى ..
مَن لى ألوذُ به إلاك يا سَندى؟
أقُومُ بالليّل والأسّحارُ سَاهيةٌ
أدّعُو وهَمّسُ دعائى .. بالدُموُع نَدى
بنُورِ وَجهِكَ إنى عَائدٌ وجلُ ..
ومن يعد بك لن يَشّقى إلى الأبدِ ..
مَهما لَقيتُ من الدُنيا وعَارِضها ..
فَأنّتَ لى شغلٌ عمّا يَرى جَسدى ..
تَحّلو مرارةِ عيشٍ في رضاك ..
ومَا أُطيقُ سُخطاً على عيشٍ من الرَغَدِ ..
مَنْ لى سِواك؟! .. ومَنْ سِواك يَرى قلبى؟
ويسمَعُه كُلُ الخَلائِق ظِلٌ فى يَدِ الصَمدِ ..
أدّعوكَ يَاربّ فأغّفر ذلَّتى كَرماً ..
وأجّعَل شَفيعَ دُعائى حُسنَ مُعْتَقدّى
وأنّظُرْ لحالى .. فى خَوّفٍ وفى طَمعٍ ..
هَلّ يَرحمُ العَبّد بَعْدَ الله من أحدٍ؟
مَوّلاى إنّى ببابكَ قَد بَسطتُ يَدى ..
مَن لى ألوذُ به إلاك يا سَندى
تواترت الأدلة والنقول فما يحصى المصنف مايقول
بأن المصطفى حي طري هلال ليس يطرقه أفول
وأن الجسم منه بقاع لحد كورد لايدنسه الذبول
وأن الهاشمي بكل وصف جميل لا يغيره الحلول
وأن الدود لا يأتي إليه كذا الآفات ليس لها وصول
ولم تأكل الغبراء لحما ولا عظماَ وأثبت ما أقول
وتأتيه الملائك كل وقت تحييه وتسمع مايقول
وتأتيه بأرزاق حسان وبر حيث يأمرها الجليل
وصوم ثم حج كل عام يجوز عليه بل لا يستحيل
ويطهر للصلاة بماء غيب ويقضيها بذا ورد الدليل
يصلى في الضريح صلاة خمس دواماَ لا يمل ولا يميل
كذا الأعمال تعرض كل يوم عليه كي يسر بها الرسول
فإن كانت صلاة قام يدعو إلى المولى ليقبل ما يقول
وإلا غير ذلك فهو يدعو ليغفرها وقد صفح الجليل
وبقعته التي ضمت حقاَ رياض من جنان تستطيل
كذا اللحد الذي ضم الطوايا تشرف حين حل به النزيل
وأفضل من سموات وأرض وأملاك بأفلاك تجول
ومن عرش ومن جنات عدن وفردوس بها خير جزيل
وفى القبر الشريف تراه حيا إلى كل البقاع له وصول
وكل الأنبياء كذاك حقاَ بأجداث لهم ظل ظليل
ولم تعلم مقابرهم بأرض يقيناَ غير ما سكن الرسول
وفي حبرون أيضا ثم غارً به رسل كرام والخليل
ولولا أنه حي حري بإدراك كما نقل الفحول
لما سعت الشموس إليه حقاَ تسلم حين تطلع أو تزول
وما كان الحجيج إليه يسعى ويرجو أن يكون له قبول
كذاك النوق فى البوادي ينادي لها الحادي وطاب لها المقيل
تمد رقابها شوقا إليه وأدمعها كسيل إذ يسيل
ويلقاهم اذا وفدوا عليه وينظرهم إذا ازدحم القفول
ويسمعهم إذا صلوا عليه بأذنيه فقصر ياملول
ومن لم يعتقد هذا بطه يقيناَ فهو زنديق جهول
عبيد هيثمي مستجير بمن حطت بساحته الحمول
عليه الله صلي كل وقت مدي الأيام ماشدت حمول
وال والصحابة ماتدانى من الأقطار
أكاد من فرط الجمال أذوب -- هل يا حبيب في رضاك نصيب
جعلت قلبي يهفو دوماً للقاء -- وإذا ذكرت يا حبيبي أطيب
بمجرد إلأذكار قلبي هائم -- هل فؤادي عنك قط يغيب
إني إلأسير بحبي فيك في شرع إلهوى -- - فأرحم قلوب نال منها شحوب
من يغفر إلذلات غيرك سيدي -- إني إلسعيد إذا أتيت أتوب --
شاقني وجدي وحبك مطلب --- من شاقه حب إلجمال يصيب
أسلمت أمري آه للذي ملكه -- فأملك فحزبي إن أنت قريب
إني إلفقير إليك عبد رضاكم -- عطفاً علي فإنني المجذوب
أو كل من هتف إلأحبة بأسمه --- رقص إلفؤاد وشاقني إلمحبوب
أهيم في لقيآه كيف وصاله --- هل يا ترى يرضى وكلي عيوب
متطاول أنا في إدعائي بحبه --- والحب يأتي يسوقه إلمطلوب
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (ائْذَنُوا لَهُ ، فَلَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ) [الْمُرَاد بِالْعَشِيرَةِ قَبِيلَته , أَيْ بِئْسَ هَذَا الرَّجُل مِنْهَا] .
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ .
قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ .
قَالَ : (يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ) .
(اتقاء فحشه) أي لأجل قبيح قوله وفعله .
قَالَ الْقَاضِي عياض : "هَذَا الرَّجُل هُوَ عُيَيْنَة بْن حِصْن , وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ حِينَئِذٍ , وَإِنْ كَانَ قَدْ أَظْهَرَ الْإِسْلَام , فَأَرَادَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَيِّن حَاله لِيَعْرِفهُ النَّاس , وَلَا يَغْتَرّ بِهِ مَنْ لَمْ يَعْرِف حَاله ... وَكَانَ مِنْهُ فِي حَيَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْده مَا دَلَّ عَلَى ضَعْف إِيمَانه , وَارْتَدَّ مَعَ الْمُرْتَدِّينَ , وَجِيءَ بِهِ أَسِيرًا إِلَى أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ .
وَوَصْف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ بِأَنَّهُ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَة مِنْ أَعْلَام النُّبُوَّة ; لِأَنَّهُ ظَهَرَ كَمَا وَصَفَ , وَإِنَّمَا أَلَانَ لَهُ الْقَوْل تَأَلُّفًا لَهُ وَلِأَمْثَالِهِ عَلَى الْإِسْلَام" انتهى ، نقله عنه النووي في "شرح صحيح مسلم" .
وقال النووي : "وَفِي هَذَا الْحَدِيث مُدَارَاة مَنْ يُتَّقَى فُحْشه ... وَلَمْ يَمْدَحهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَا ذَكَرَ أَنَّهُ أَثْنَى عَلَيْهِ فِي وَجْهه وَلَا فِي قَفَاهُ , إِنَّمَا تَأَلَّفَهُ بِشَيْءٍ مِنْ الدُّنْيَا مَعَ لِين الْكَلَام"
ذُو الْوَجْهَيْنِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ".
قَالَ الْقُرْطُبِيّ: "إِنَّمَا كَانَ ذُو الْوَجْهَيْنِ شَرّ النَّاس لِأَنَّ حَاله حَال الْمُنَافِق إِذْ هُوَ مُتَمَلِّقٌ بِالْبَاطِلِ وَبِالْكَذِبِ مُدْخِلٌ لِلْفَسَادِ بَيْنَ النَّاس". وَقَالَ النَّوَوِيُّ: "هُوَ الَّذِي يَأْتِي كُلّ طَائِفَةٍ بِمَا يُرْضِيهَا فَيُظْهِر لَهَا أَنَّهُ مِنْهَا وَمُخَالِف لِضِدِّهَا وَصَنِيعه نِفَاق وَمَحْض كَذِب وَخِدَاع وَتَحَيُّل عَلَى الِاطِّلَاع عَلَى أَسْرَار الطَّائِفَتَيْنِ وَهِيَ مُدَاهَنَة مُحَرَّمَة". صلوات الله تغشى دائمـا............. للنبى المصطفى جد الحسين
خيرة الله من الخلق أبـى................. بعد جدى و أنا ابن الخيرتين
عبد الله غلاما ناشئــاً............................ وقريش يعبدون الوثنين
يعبدون اللات و العزه معا....................... وعلىٌّ قام نحو القبلتين
فضة قد سبكت من ذهـب................. وأنا الفضة وابن النيرين
والدى شمس و أمى قمـر................ وأنا الكوكب وابن النيرين
من له جدٌ كجدى المصطفى........ أحمد المختار نور الظلمتين
من له أبٌ كأبى حيــدر................... قاتل الكفار فى يوم حنين
من له أمٌ كأمى فاطـمة ............... بضعة المختار قرة كل عين
من له عمٌ كعمى جـعفر............. ذو الجناحين أصيل النسبين
فضة قد سبكت من ذهـب................. وأنا الفضة وابن النيرين
والدى شمس و أمى قمـر................ وأنا الكوكب وابن النيرين
من له جدٌ كجدى المصطفى........ أحمد المختار نور الظلمتين
من له أبٌ كأبى حيــدر................... قاتل الكفار فى يوم حنين
من له أمٌ كأمى فاطـمة ............... بضعة المختار قرة كل عين
من له عمٌ كعمى جـعفر............. ذو الجناحين أصيل النسبين
حكم الأمام علي عليه السلام في الصّفات الحميدة
- القناعة مال لا ينفد .
- العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى.
- أحسنوا في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم .
- الكرم أعطف من الرحم.
- كفى بالقناعة ملكا ً وبحسن الخلق نعيما ً.
- من كسا الحياء ثوبه لم ير النّاس عيبه .
- لا يكمل الشرف الاّ بالسخاء والتواضع .
- من شيم الأبرار حمل النفوس على الايثار .
- كمال الفضائل شرف الأخلاق .
- لا يستغني العاقل عن المشاورة .
- من حسُن عمله بلغ من الله آماله .
- كُن حلو الصّبر عند مرّ الأمر .
- من غضّ طرفه أراح قلبه .مبحث في أسباب العشق وعلاماته
قال بعض الأطباء: سببه النفساني الاستحسان والفكر، وسببه البدني ارتفاع بخار رديء إلى الدماغ عن مني محتقن، ولذلك أكثر ما يعتري العزاب، وكثرة الجماع تزيله بسرعة، وعلامته: نحافة البدن، وخلاء الجفن للسهر، وكثرة صعود الأبخرة، وغؤور العين وجفافها إلا عند البكاء، وحركة الجفن ضاحكة كأنه ينظر إلى شيء لذيذ، ونفس كثير الانقطاع والاسترداد والصعداء، ونبض غير منتظم، ولاسيما عند ذكر أسماء وصفات مختلفة، وتغير اللون وتنفس الصعداء. قال ارسطاطاليس: للعشق من النجوم زحل وعطارد والزهرة جميعا.
فزحل يهيئ الفكرة والتمني والطمع والهم والهيجان والأحزان والوساوس والجنون، وعطارد يهيئ قول الشعر ونظم الرسائل والملق والخلاعة، وتنميق الكلام، وتليين المرام، والتذلل والتلطف، والزهرة تهيئ للعشق والوله والهيمان، والرقة والتلذذ بالنظر، والمؤانسة بالحديث، والمغازلة الباحثة على الشبق والغلمة، والميل إلى الطرب وسماع الأغاني وما شابهه. ومن علاماته: إغضاء المحب عند نظر محبوبه إليه، ورميه بطرفه نحو الأرض من مهابته له، وحياؤه منه، وعظمته في صدره، واضطراب يبدو للمحب عند رؤية من يشبه محبوبه، أو عند سماع اسمه، وحب أهله وقرابته وغلمانه وجيرانه وساكني بلده، وكثرة غيرته
عليه، ومحبة القتل والموت ليبلغ رضاه، والإنصات لحديثه إذا حدث، واستغراب كل ما يأتي به ولو أنه عين المحال، وتصديقه وإن كذب، وموافقته وإن ظلم، والشهادة له وإن جار، وإتباعه كيف يسلك، والإسراع بالسير نحو المكان الذي يكون فيه، والتعمد للقعود بقربه، والدنو منه، وإطراح الأشغال الشاغلة عنه، والزهد فيها، والرغبة عنها، والاستهانة بكل خطب جليل داع إلى فراقه، والتباطؤ في المشي عند القيام عند وجوده
بكل ما يقدر عليه مما كان يتمتع به قبل ذلك حتى كأنه هو الموهوب له، وهذا كله قبل استعار نار الحب، فإذا تمكن أعرض عن ذلك كله وبدله عن ذلك كله وبدله سؤالا وتضرعا كأنه يأخذه من المحبوب، حتى أنه يبذل نفسه دون محبوبه، كما كانت الصحابة رضي الله تعالى عنهم يفدون النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحرب بنفوسهم حتى يصرعوا حوله. ومنها: الانبساط الكثير الزائد، والتضايق في المكان الواسع، والمحاربة على الشيء يأخذه أحدهما، وكثرة الغمز الخفي، وكثرة التمطي والتكسل إذا نظر إلى محبوبه، إلى غير ذلك مما لا يحصى. فهو ألطف موجود نشأ في الوجود، وأعز مقصد لذي الهجود. وقال المعلم: العشق نصف الأمراض، وشطر الأعراض، وقسيم الأقسام، وجل الآلام. وله مراتب سبعة تدريجية ذكرها داود الأنطاكي، ولو منح الله شخصا مددا يستغرق المدد، وحياة تستفرغ الأبد، وفراغا يذر الشواغل سدى، ونفحات قدسية تصقل مرآة عقله لقبوله الفيض أبدا، وأفرغ ذلككله في تحرير ما أودعه عمر بن الفارض من مراتب العشق وأدواره، وتنقلاته وأطواره، لفني الزمان ولم يدرك معشاره، وبادت الأكوان ولم يعرف قراره، ولولا ضيق عطن هذا المختصر، لأوضحت لك من بعض تدقيقاته في أقل كلماته ما يدعك في حيرة الفكر، وببحار العجب غارقا، ويسكتك وإن كنت مصعقاً ناطقاً.
( كتاب نشوة السكران من صهباء تذكار الغزلان - أبو الطيب محمد صديق خان)