ياغافلا عن يوم فناء فيه الجبال عهن والسماء تَمورُ
إذا كورت شمس النهار وأدنيت لرأس العباد كانها تنورُ
وإذا النجوم تساقطت وتناثرت وتبدلت بعد الضياء كدور
وإذا الجبال تقلعت بأصولها فرأيتها مثل السحاب تسير
وإذا العشار تعطلت وتخربت خلت الديار فما بها معمور
وإذا الوحوش لدي القيامة أحشرت وتقول للأملاك اين نسير
وإذا الجليل طوي السما بيمينه طي السجل كتابه المنشور
وإذا الصحائف نشرت وتطايرت وتهتكت للعالمين ستور
وإذا الوليد بأمه متعلق يخشي القصاص وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف جناية كيف المصر علي الذنوب دهور
وإذاالجحيم تسعرت نيرانها ولها على اهل الذنوب زفير
وإذا الجنان تزخرفت وتطيبت لفتى علي طول البلاء صبور
يا أمان الخائفين سبحانك ما أحلمك
يا أمان الخائفين سبحانك ما أحلمك على من عصاك وما أقربك ممن دعاك وما أعطفك على من سألك وما أرافك بمن أملك، من الذي سألك فحرمته، ومن الذي فر إليك فطردته أو لجأ إليك فأسلمته ، أنت ملاذنا ومنجانا فلا نعول إلا عليك ولا نفر من خلقك ومنك إلا إليك يا أمان الخائفين ٠امين
ولـــو أوهــى الـغـرام بهــا فــؤادي -- وعـن طيـب الكـرى نـاءت مـهـادي وغالبتُ الأسى من بـعـد سهـدي -- وأقـصـانــــي جمـالـكِ عـن رقـادي لـظـلـتُ كمـا تـرانـي فـيـضَ شعـرٍ -- وفـي ذات الـجمـالِ اعيش شادي فـمـثـلي إن رأيـت الـحسنَ يـومـاً -- لـرحـتُ مسابـقـاً فــيـهـا جــــوادي إلـــى ذات الـجـمــال أزف شعـري -- ألـيس الـحسن مــا أحـيـا مـرادي وإنّــــي واثـــق إن رحــتَ أسعــى -- عـلى دربِ الـجمالِ فلست غادي سوى والحسن يحدو في دروبي -- وأنّــي لـــم أعـــد صــفـــر الأيادي
هي الدنيا لما ترجـو دعـتـني -- فرحت مسارعاً مـا كل متـني ولمّا ان وصلت وكدت اغشى -- تنـاءت ثـم مـع ذاتـي رمـتنـي لأحيا في الشقاء كـمـا ارادت -- لحاهـا الله مـن دنيا سقـتـني كؤوس المـر كأساً تلـو اخرى -- كانّـي خـصمهـا قد اولـمـتـني بما تـرضى ولم ترحم فـؤادي -- وما سمعَتْ رجائي فافترتني لتـبقـيـني كـما ترجـو بـدربـي -- وحيدا في الوجود وأدمعتني وغاصت بالشماتة كي تراني -- أجود بـدمـعـتي إذ آلـمـتـنـي فقلت اصدّها مـا كـان شأني -- ولا شان العـيون ولـو اتـتـني مصائـب بالمسار تـنـال منّـي -- فـكـفـي لا أراكِ فـودّعـتـنـي
مالي أراك على دربي تتابعـني -- تقفو خطاي كما ظلّي لتتعبني فاتركْ حياتي رعاك الله في أملٍ -- أن قد أعيش ولا تأتي لترقبني فلقد برمتك إذ غاليـت ترصدني -- رصد الذئاب وترجو ثـمّ ترهبني والحمقُ أنت وهـذا أنت تجهـله -- ما كان مثلك مع مثليكَ يغلبني
وفــي صـدري غـرام قـد اتـاكِ -- كما تبغـين مـع شعـرٍ شـداك ايا ذات الـجـمـال رعـاك ربـّي -- بصدرٍ فـي المـحبّة قـد حـواكِ وإن شئتِ المزيد فدتكِ ذاتي -- كـمـا عيني وقلبي غدا فداكِ
ولـمّـا أن بــدا يـقـفــو هــواه -- على حمـق وجهـلٍ قـد أتـاه وقد ترك اللسان يموج بهـتـاً -- وإفكاً فـي الحياة وما اعتراه سوى الأهواء يقفوها ويغلـو -- ذهبتُ مناصحاً أبـغي هـداه فناء مبارحي وغدوت وحدي -- يغـالـبـني الأسى فـيهـا وآه اخاطب هامساً فيها فـؤادي -- ألا سحقاً لمن فيهـا ابـتـلاه بما ارنوه في عيـني فـابـدو -- حــزيـنـاً مـع فـؤاد قـد دهـاه جهولا لم يزل بالجهلِ يهذي -- وما عرف الحقيقة مع نهاه
دعتني للغرام فـقـلـت بـيـنـي -- فـإنّـي عـائــف روحــي وطيني وعمري قد غدا بالقـلـبِ ذكرى -- فـأنّى قـد أتـيـتِ لتـعشقـيـني ومـثــلـك زهـرة فـاحـت عـبـيـراً -- ومـثـلـي بالحـياة كـما تـريـني فكـفـي يـا راعـاكِ الـلـه عـنـّي -- لأحيـا وحـدتـي إن تـفهـميـني وغالبها الـبكاء فـقـلـت هـمساً -- وذاتـي بـالـهـوى تـحـدو أنيني الا سـحـقـاً لـعـمـر ضـاع منّـي -- وفلـبي لـم يـزل يحـدو حنيني إلى درب الحسان برغم أنفي -- على سقـمٍ وشيـبٍ يعـتريني وظلت ووحدتي وسألـتُ ربّـي -- وقد طالت على هـذا سنـيـني أيـا رب الـوجـود إلـيــك اشكــو -- حـيـاة قـد بـرمـت وبـُعدَ حيني
ذهبتُ مُسائلاً يوما حمـاري -- على صمتٍ أسير وفـي وقار لأعرف علّـني مـاذا دهـانـي -- وما يجري عليها في الجـوار ولما أن دنوت لطـرح سؤلـي -- وازدرد البصاق لكي اجـاري سكوناً قـد رأيت بـأم عـيـني -- بـدأت محـاذرا فـيها حـواري أيـا ذاك الـحـمـار رعـاك ربّـي -- اتدري أم تراك بلست داري فـقـد دارت بـي الـدنيـا دواراً -- ولا ادري اليمين من اليسار فقهقه ضاحكـاً ورنـا شعـيـراً -- ونـاء بـراسـه نـحــو الـجــدار وقال مخاطبي دع عنك هذا -- وكن فـيها كما تهوى وداري ولا تشغـل فـؤادك وانتـبذهـا -- وما يرضاه رب الناس جـاري
شربت شرابكم طفلا وكهلا وعانيت الهوى صعبا فمهلا يا كرام الحي - مهلا وليس سواكمو للجود اهلا فكيف ساحتكم يضام عشق صافي الراح - راحة إلأرواح - فأعذروا يا صاح - من بسروا باح - ابسط عذري - زاد بي سكري - حيث لا ادري - والهوى فضاح - من عرف ربوا واصلوا حبو وانتعش قلبو - وبقى مرتاح - استوى عندو الشيء مع ضدو - فهو وجدو - هيتم النصآح
إن كنت من فيها اكتسا -- والـطـيـب فـيهـا تـلـبسَ فاعلم بانك فـي الـورى -- لا لـــن تـضــل وتـيــأسَ او قــد تـعــيش مُـضيّـعا -- تشقيكَ علَّ مع العسى أو كـنـت يـومـاً بالــورى لـمـن بـرأسك وسوسـا رهـنـا وذلـك خـالـقـــي -- مـــا دام فـيــك مـؤانسا سيظل مـا ظـلَّ الـورى -- مـن كــل ســوء حـارس
ولـــو أوهــى الـغـرام بهــا فــؤادي -- وعـن طيـب الكـرى نـاءت مـهـادي وغالبتُ الأسى من بـعـد سهـدي -- وأقـصـانــــي جمـالـكِ عـن رقـادي لـظـلـتُ كمـا تـرانـي فـيـضَ شعـرٍ -- وفـي ذات الـجمـالِ اعيش شادي فـمـثـلي إن رأيـت الـحسنَ يـومـاً -- لـرحـتُ مسابـقـاً فــيـهـا جــــوادي إلـــى ذات الـجـمــال أزف شعـري -- ألـيس الـحسن مــا أحـيـا مـرادي وإنّــــي واثـــق إن رحــتَ أسعــى -- عـلى دربِ الـجمالِ فلست غادي سوى والحسن يحدو في دروبي -- وأنّــي لـــم أعـــد صــفـــر الأيادي
دع جمـال الـوجـه يظـهـرْ ... لا تغطـي يـا حبيبـــي
طـول ليلـي فيـك أسهــرْ ... زادَ شـوقـي ونحيبـي
هـكذا المـحبـوبُ يَـقـهــرْ ... بالجفـا قلــبَ الكئيـبِ
كـلُ شـيءٍ عِـقْـدُ جَوهـرْ ... حِليةُ الحُسنِ المَهيبِ
يـا مُسَمّـى بالأسامـــي ... كـلـهــا وهــو المُنَــزَه
أنـتَ فـي الكـلِّ مَـرامــي ... فـيــكَ عينــي تـتـنـزه
ســاطـعُ الـطـلعـةِ أزهــرْ ... فـي شـروقٍ ومَغيــبِ
كـلُ شـيءٍ عِقْـدُ جَـوهـرْ ... حِليةُ الحُسنِ المَهيبِ
يـا سُقـاةَ الـرَاحِ قُـومـــوا ... طَـلـعَ الفـجـــرُ علينـــا
عنْ سِوى الخمرةِ صُوموا ... أيـنَ مَــنْ يَفهـــمُ أينـا
كـأسُهـا أبـهـى وأبـهَـــرْ ... عنـدنـا مِـنْ نَفحِ طِيـبِ
كـلُ شـيءٍ عِـقْـدُ جَوهـرْ ... حِليةُ الحُسنِ المَهيبِ
خـمـرُنـا خـمـرُ المعانــي ... عُتّقـتْ مِـنْ قَبــل آدمْ
ولهـــا نَحْـــنُ الـقَـنَـانِـي ... مِـنْ زمـانٍ قـدْ تقــادَمْ
مَـنْ يَذُقْ بالســر يَجهَــرْ ... بَـيْـنَ نَـاءٍ وقَـريـــــــبِ
كـلُ شـيءٍ عِـقْـدُ جَوهَـرْ ... حِليةُ الحُسنِ المَهيبِ
