ندا الفخرانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشعر والثقافه الدينيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 397
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد Empty
مُساهمةموضوع: وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد   وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد Emptyالخميس يونيو 19, 2014 4:31 pm

لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ --- فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ



هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ --- مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ



وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد --- ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان



يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ --- إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ



ويـنتضي كـلّ سيف للفناء ولوْ --- كـان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان



أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ --- وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ ؟



وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرمٍ --- وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟



وأيـن مـا حازه قارون من ذهب --- وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ ؟



أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له --- حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا



وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك --- كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ



دارَ الـزّمانُ عـلى (دارا) وقاتِلِه --- وأمَّ كـسـرى فـما آواه إيـوانُ



كـأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ --- يـومًا ولا مَـلكَ الـدُنيا سُـليمانُ



فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة --- ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ



ولـلـحوادث سُـلـوان يـسهلها --- ومـا لـما حـلّ بالإسلام سُلوانُ



دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له --- هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلانُ



أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ --- حـتى خَـلت مـنه أقطارٌ وبُلدانُ



فـاسأل(بلنسيةً) ما شأنُ(مُرسيةً) --- وأيـنَ(شـاطبةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّانُ)



وأيـن (قُـرطبة)ٌ دارُ الـعلوم فكم --- مـن عـالمٍ قـد سما فيها له شانُ



وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ --- ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ



قـواعدٌ كـنَّ أركـانَ الـبلاد فما --- عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركانُ



تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ --- كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ



عـلى ديـار مـن الإسلام خالية --- قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ



حيث المساجد قد صارت كنائسَ --- مافـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ



حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ --- حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ



يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ --- إن كـنت فـي سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ



ومـاشيًا مـرحًا يـلهيه مـوطنهُ --- أبـعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟



تـلك الـمصيبةُ أنـستْ ما تقدمها --- ومـا لـها مع طولَ الدهرِ نسيانُ



يـا راكـبين عتاق الخيلِ ضامرةً --- كـأنها فـي مـجال السبقِ عقبانُ



وحـاملين سـيُوفَ الـهندِ مرهفةُ --- كـأنها فـي ظـلام الـنقع نيرانُ



وراتـعين وراء الـبحر في دعةٍ --- لـهم بـأوطانهم عـزٌّ وسـلطانُ



أعـندكم نـبأ مـن أهـل أندلسٍ --- فـقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟



كم يستغيث بنا المستضعفون وهم --- قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان؟



لمـاذا الـتقاُطع في الإسلام بينكمُ --- وأنـتمْ يـا عـبادَ الله إخـوانُ ؟



ألا نـفـوسٌ أبَّـياتٌ لـها هـممٌ --- أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ



يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ --- أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ



بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم --- والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ



فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ --- عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ



ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ --- لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ



يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما --- كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ



وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت --- كـأنـما هي يـاقـوتٌ ومـرجـانُ



يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً --- والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ



لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ --- إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ





نْ خَذَلَتْكَ الايامُ والناسُ معاً
وصَغُرَتْ في عينكَ دنياكَ
والحبيبُ الذيْ احببتهُ ترككَ
واضحى بعيداً عن عينكَ وجفاكَ
فانظرْ حولكَ منْ بقى صديقاً
ومنْ فيْ ضيقكَ مِنْ بَعٍدِكَ رعاكَ
هوَ الذي بالصحبةِ كانَ جديراً
فلا تُضعهُ واتخذهُ اخاكَ
فما اقلُ الخلانِِ في وقتِ الشدائدِ
وماْ اغدرهمْ حينها من وراكَ
وكما قالَ الشافعيُ في شعرهِ
سلامٌ على الدنيا اذا ما كانَ فيها
صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعدِ منصفاً


بِقَلَمْ أإلشْاعِر عَبْدالرحمنْ المَشْهَدْانيْ




بصرُ الشعرَ في السماء طوالعْ
نـــزفُ حــرفــي نــبــوءةٌ لـلـروائــعْ


إننـي الشعـر كـل حـرفٍ تسـامـى
إنـنـي الـحــبُ كـــل نـغـمـة مـاتــعْ


إنــنـــي الآه كـــــم بــهـــا يـتـغـنــى
كـل صـبٍَ بهـا طريـح المواجـعْ


إنـنــي الـقـيـدُ والـسـلاسـلُ ظـلـمــا
كـــل فـرعــونٍ لـلـطـغـاةِ مُـصـانِــع


إنـنـي دمـعـةٌ هـمـتْ مــن عـيـونٍ
إنــنـــي لـقــمــةٌ تــضـــوَرُ جــائـــعْ


إننـي الطفـلٌ يشحـذ الرمـل خـبـزا
مــن رمــوزٍ تـخـاذلـتْ أن تـدافــعْ


أنـا عـذبٌ بـل مالـحٌ لـسـتُ أدري
إننـي النـارُ فـي جفـون المدامـعْ


أنـا شـادٍ عـلـى الغـصـون يغـنـي
ينشر الحبَ فـي الربـى والمراتـعْ


أيهـا الشعـر هـاك قلبـي المعنـى
غـيــر حـــبٍ فـمــا هـنـالـك دافـــعْ


أنتِ كل الهوى الذي يصطفينـي
لهفـة القلـب واغتـيـال المهـاجـعْ


إنــكِ الـحــب زهـــرة فـــي حـيـاتـي
إنكِ البدر في دجى الليل ساطعْ


لــــكِ أشــــدو حـبـيـبـتـي وأغــنـــي
فاقـبـلـيـنـي إذا أتـيــتــكِ ســـاجـــعْ


ثـورة الشعـر لـم تــزلْ تحتويـنـي
إجعليهـا كنشـوةٍ فــي المضـاجـعْ


اقرئيـنـي فــي كــل رحـلـة حـــرفٍ
بعثـريـنـي قـصـيــدةً لــــن أُمــانــعْ


عذبـةٌ..أنـتِ لـســتُ أدري لـمــاذا
كــل شــيءٍ حبيبـتـي مـنـكِ رائـــعْ
طير قصة عشق الباكي
11-22-2012, 09:13 AM
أُبصرُ الشعرَ في السماء طوالعْ
نـــزفُ حــرفــي نــبــوءةٌ لـلـروائــعْ



إننـي الشعـر كـل حـرفٍ تسـامـى
إنـنـي الـحــبُ كـــل نـغـمـة مـاتــعْ



إنــنـــي الآه كـــــم بــهـــا يـتـغـنــى
كـل صـبٍَ بهـا طريـح المواجـعْ



إنـنــي الـقـيـدُ والـسـلاسـلُ ظـلـمــا
كـــل فـرعــونٍ لـلـطـغـاةِ مُـصـانِــع



إنـنـي دمـعـةٌ هـمـتْ مــن عـيـونٍ
إنــنـــي لـقــمــةٌ تــضـــوَرُ جــائـــعْ



إننـي الطفـلٌ يشحـذ الرمـل خـبـزا
مــن رمــوزٍ تـخـاذلـتْ أن تـدافــعْ



أنـا عـذبٌ بـل مالـحٌ لـسـتُ أدري
إننـي النـارُ فـي جفـون المدامـعْ



أنـا شـادٍ عـلـى الغـصـون يغـنـي
ينشر الحبَ فـي الربـى والمراتـعْ



أيهـا الشعـر هـاك قلبـي المعنـى
غـيــر حـــبٍ فـمــا هـنـالـك دافـــعْ

رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل

اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه

لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل

حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ

وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل

وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ

لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل

وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً

آياتُهُ فَهُوَ القَديمُ المُنْزَلُ

وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها

حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ

وأَرُدُّ عُقْبَتَها إلى نُقَّالِها

وأصونُها عن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ

قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكِّتابَ وراءَهُ

وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ

والمؤمنون يَرَوْنَ حقاً ربَّهُمْ

وإلى السَّماءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ

وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي

أَرجو بأنِّي مِنْهُ رَيّاً أَنْهَلُ

وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ

فَمُوَحِّدٌ نَاجٍ وآخَرَ مُهْمِلُ

والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ

وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ

ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ

عَمَلٌ يُقارِنُهُ هناك وَيُسْأَلُ

هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ

وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يَنْقِلُ

فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَحِّدٌ

وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلُ



منْ أَجلِ عَيْنيكَ عشقْتُ الهَوَى
بَعْدَ زَمَانٍ كُنْـتُ فِيْهِ الخَلي

وَ أَصْبَحَتْ عيناي بَعْدَ الكَرَى
تَقُوَلُ للتَسْهِيدِ ... لا ترْحَلِ

وكُنْـتُ لا أَلْـوى علــى فتْنَـــةٍ
يحمـلها غـضُّ الصّــبا المُـقْبــلِ

حَـتَّـى إِذَا طَارَحَـتْنِى نَظْــرَةً
حَالمَــةً مـــن طرْفــك الأَكْحَـــلِ

أَحْسَستُ وَقَدَ النَّارِ فى أَضْلُعى
كَأَنَّـــهَا قَامَــتْ عَلَـــى مِــرْجَـلِ

وَجَمَّـــلَ الـدُّنْيا علــى ما بـهـَا
دَفْــقُ سَــنَا من حُسنك الأَمثل

. . . يا فَاتَنًا ، لولاهُ ما هَزَّنى
وَجْدٌ . . وَلاَ طَعْمُ الهَوَى طَابَ لِى

يَا مـــن علــى أَقْدَامِــهِ بُعْــثِرَتْ
غــلاَئـلٌ مـــن ظِـلِّـه المــخْمَــلـِى

إِذَا رَنــا فَــالــزهْــر مـــن حَوْلِهِ
مَـــزْجُ طيــوبٍ سَــــالَ كَالجَــدْوَلِ

فَإِن شَدَا . . أَصْغَتْ إليــهِ الدُّنـا
إِصــغَــاءَة الإِصْــــبَاحِ للــبُلبُــــلِ

وَإِن مَشَى كَــانَ السُّهــى رَكْبه
عَبــْرَ نجُــومٍ شعشَعَــتْ من عَلِ

هَذَا فــــؤَدِي . . فامْتَــلكْ أَمْـــــرَهُ
وَاظْلمْهُ إِنْ أَحْبَبْتَ . . أَو فَاعْدِلِ

بَخُلــتُ قَبْـــلَ اليـــومِ عَـــنْ بذْله
وَفِـــى ســــوى قَلْــبِى لَـمْ أَبْخَــلِ

لأَنَّنِــى أَخْشَـــى انْعــــــدَامَ الــوَفَا
لـــدى حَبِيْبٍ ، فيَّ لَمْ يُشْـــغَلِ

وَأَكْــــرَهُ التَّسْــــيَارَ فى روضَــــةٍ
أِنْ لـــَمْ يَكُـــنْ خَطْـــويَ فـــى الأَوَّلِ

لَـــكَنَّنِــى . . بعـــدَك يا فَاتـــنِـى
أَصْــبَحَتُ عَـــنْ كبريَ فِى مَعْزَلِ

وَبَــاتَ قَلْــبِي بَعْـــد تِيْهِ الهَـــوى
أَسِـــيرَ حُـــبٍّ فِى هَـــوَاك ابتـلي

كُـــلُّ الذى يَرْجُـــــوهُ مِنْ عُــمْرِهِ
رَجْـــعُ صَــدَىً منْ شَـدْوكَ المرسَلِ

لَــو شُـــغِــلَ النَّاسُ بمَـــا فى الدُّنا
لَــمْ يُعْـــنَ إلاَّ فيْـــك ، أَو يُشْغَلِ



يَا مَلاَكِى . . مَــرَّ من عُمْرِى عَامَان وَأَكْثَر
وَأَنَا فى مَوْكَبِ الأَوهَـــامِ سَــارٍ أَتَعَثَّر
أَتَمَنَّــاك . . وَلَــو حُلْمــا بعَيْنِــيَّ تَبَعــثر
فَضُـلُوعِـى . . مِنْ جمُوح القَلْبِ كَـادَتْ تَتَكَسَّر

***

مِنْ بَرِيقِ الوَجْدِ فى عَيْنَيكَ . . أَشْعلتَ حَنِينِى
وَعَلى دَرْبِكَ أَنَّى رُحْت . . أَرْسَلْتُ عيُونى
الرُّؤَى حَولِىَ غَامَتْ . . بَيْنَ شَكِّى وَيَقِيْنِى
وَالمُنَى تَرقُصُ فى قَلْبِى . . على لحْنِ شجُونِى

***

أَسْتَشــفُ الوَجْـدَ فــى عينَيكِ آهَـاتٍ دَفِيْنَــه
يَتَــوَارَى بَــينَ أَنْفَاسِــك كَيْــلا أَسْــتَبِيْنَــه
لَسْتُ أَدْرِى .. أَهو الحب الذِى خِفْت شجُونَه
أَمْ تَخَوَّفْــت مــنَ اللـومِ .. فآثَرت السَّــكِينَه

***

إِنَّ فى صَمْتِكَ مَعنى النـطْقِ في كُلِّ رَغَابِى
وَأَنَا فـى الآهةِ الهيمــى ، تَلَمَّسْــت عَذَابِــى
وَبعَينِــىَّ أَمَــانٍ وئِدَتْ .. تَفْضَــحُ مَــا بِــــى
فَإذَا حَطَمــتُهــا .. حطَّمْـتُ كِــبْرِى وَشَابَابِى

***

لاَ تَكُــنْ كَالبُــرعُمِ الخَائفِ منْ عصرِ الأَيَادِى
تَحْتَمِى بالشَــوكِ .. وَالذُّعْــرِ بمَا تُخْفِــيْهِ بَادِى
إِنَّنِــى أَحْمِيْك بالأَضْــلُعِ مــنْ غَــدْرِ العَــوَادى
وَعَلــى مَبْسَــمِك النَــديَّان .. أَغْلَقــتُ فـــؤَادِى



عُدْ بِي يا زورقي الكَلِيـلا فَلَنْ نَرَى الشاطيءَ الجَمِيـلا

عُدْ بِي إلى مَعْبـَدِي فـإنّي سَئِمْتُ يَا زَوْرَقِـي الرَّحِيـلا

وضِقْتُ بالموجِ أيَّ ضِيـقٍ وما شَفَى البحـرُ لي غَلِيـلا

إلامَ يا زورقي المُـعَنَّـى نَرْجُو إلى الشَّاطِيءِ الوُصُولا؟

والمَوْجُ مِنْ حَولنـا جِبَـالٌ سَدَّتْ عَلى خَطْوِنَا السَّبِيـلا

والأُفـقُ مِنْ حَولنا غُيُـومٌ لا نَجْمَ فِيه لَنَـا دَلِيـلا

كَمْ زَورقٍ قبلَنـا تَوَلَّـى وَلَمْ يَزَلْ سَـادِراً جَهـُولا

فَعُـدْ إلى معبدي بقلـبي وَحَسْـبُ أيامنـا ذُهـولا

* * *

حسبُكَ يا زورقـي مَسيراً لن يُخْدَعَ القلبُ بالسَّـرابِ

وارجِعْ، كما جِئْتَ ، غيرَ دَارٍ قد حَلُكَ الجـوُّ بالسَّحَـابِ

وَمـَلَّ مجدافُـكَ الـمُعَنَّى تَقَلُّـبَ المـوجِ والعُبَـابِ

ولم يَزَلْ معبـدي بعيـداً خَلْفَ الدياجيـرِ والضَّبَـابِ

يَشُوقُني الصَّمْتُ في حِمَـاهُ وَفِتْنَـةُ الأَيْـكِ والرَّوَابـي

عُدْ بيَ يـا زورقـي إليـهِ قَدْ حَانَ ، يا زورقي ، إِيَابِـي

مَا كَفْكَفَ البَحْرُ من دُمُوعِي ولا جَـلا عَنّـيَ اكْتِئَابـي

فَفِيمَ في مَوْجِهِ اضطرابـي؟ وأينَ ، يا زورقي ، رِغَابِـي؟

* * *

تَائِهـَةٌ ، والحيـاةُ بحـرٌ شَاطِـئُهُ مُبْعِـدٌ سَحِيـقُ

تَائِهـَةٌ والظـلامُ دَاجٍ والصَّمْتُ تحتَ الدُّجَى عَمِيقُ

يَا زورقي آهِ لَـوْ رَجَعْنَـا مِنْ قَبْل أَنْ يَخْـبُوَ البَرِيـقُ

انْظُرْ حَوَالَيْكَ ، أَيُّ نَـوْءٍ تَجْمَدُ مِنْ هَوْلِـهِ العُـرُوقُ

البحرُ ، يا زَورقِي جُنُـونٌ ومـوجُـهُ ثَائِـرٌ دَفُـوقُ

وَكُـلّ يَوْمٍ لـَهُ صَرِيـعٌ في هَجْعَـةِ الموتِ لا يُفِيـقُ

وَأَنْتَ في الموجِ والدياجِي يا زورقـي في غَـدٍ غَرِيـقُ

فَعُدْ إلى الأمْسِ ، عُدْ إليهِ قـد شَاقَني أَمْسِيَ الوَرِيـقُ

* * *

مَاذَا وَرَاءَ الحياةِ ؟ مَـاذَا ؟ أَيُّ غُمـُوضٍ ؟ وَأَيُّ سِـرِّ

وَفِيمَ جِئْنَا ؟ وَكَيْفَ نَمْضِي؟ يـا زورقي ، بَلْ لأَيِّ بَحْـرِ

يَدْفَعُكَ الموجُ كُـلَّ يَـوْمٍ أَيْـنَ تُـرَى آخِـرُ المَقَـرِّ

يا زورقي طَالَ بي ذُهُـولي وَأَغْرَقَ الوَهْـمُ جَوَّ عُمْرِي

أَسْرِي كَمَا تَرْسُمُ المقادِيرُ لي إلى حَيْـثُ لَسْـتُ أدْرِي

شَرِيدَةٌ في دُجَـى حَيَاتِـي سَـادِرَةٌ في غُمُوضِ دَهْـرِي

فَخَافِـقٌ شَاعِـرٌ ، وَرُوحٌ قَـالَ لـها الدَّهْرُ لا تَقَـرِّي

وَنَاطَهَـا بِالذُّرَى تُغَـنِّـي وَتَنْظِمُ الكَوْنَ بَيْـتَ شِعْـرِ


َفيمَ نخشَى الكلماتْ

وهي أحياناً أكُُفٌّ من ورودِ

بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ

وهي أحياناً كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ

رشَفَتْها، ذاتَ صيفٍ، شَفةٌ في عَطَشِ

* * *

فيم نخشى الكلماتْ ؟

إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ

رَجعُها يُعلِنُ من أعمارنا المنفعلاتْ

فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ

قَطَرَتْ حسّا وحبّاً وحياةْ

فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ؟

* * *

نحنُ لُذْنا بالسكونِ

وصمتنا، لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ

وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غُولاً لا نراهُ

قابعاً تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ

نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ

لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا

مِسْنداً يقطُرُ موسيقَى وعِطْراً ومُنَى

وكؤوساً دافئهْ

* * *

فيم نخشى الكلماتْ؟

إنها بابُ هَوىً خلفيّةٌ ينْفُذُ منها

غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها

إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ

ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا

مِن أمانينا ومن أشواقنا

فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ

أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ؟

* * *

ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ ؟

الصديقات التي تأتي إلينا

من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ ؟

إنها تَفجؤنا، في غَفْلةٍ من شفتينا

وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ

من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ

رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ

وغداً تُلْقي بها بين يدينا

الصديقاتُ الحريصاتُ علينا، الكلماتْ

فلماذا لا نحبّ الكلماتْ؟

* * *

فيمَ نخشى الكلماتْ؟

إنّ منها كلماتٍ مُخْمليات العُذوبَهْ

قَبَسَتْ أحرفُها دِفْءَ المُنى من شَفَتين

إنّ منها أُخَراً جَذْلى طَروبهْ

عَبرَت ورديّةَ الأفراح سَكْرى المُقْلتين

كَلِماتٌ شاعريّاتٌ، طريّهْ

أقبلتْ تلمُسُ خَدّينا، حروفُ

نامَ في أصدائها لونٌ غنيّ وحفيفُ

وحماساتٌ وأشواقٌ خفيّهْ

* * *

فيمَ نخشى الكلماتْ؟

إن تكنْ أشواكها بالأمسِ يوماً جرَحتْنا

فلقد لفّتْ ذراعَيْها على أعناقنا

وأراقتْ عِطْرَها الحُلوَ على أشواقنا

إن تكن أحرفُها قد وَخَزَتْنا

وَلَوَتْ أعناقَها عنّا ولم تَعْطِفْ علينا

فلكم أبقت وعوداً في يَدَينا

وغداً تغمُرُنا عِطْراً وورداً وحياةْ

آهِ فاملأ كأسَتيْنا كلِماتْ

* * *

في غدٍ نبني لنا عُشّ رؤىً من كلماتْ

سامقاً يعترش اللبلابُ في أحرُفِهِ

سنُذيبُ الشِّعْرَ في زُخْرُفِهِ

وسنَرْوي زهرَهُ بالكلماتْ

وسنَبْني شُرْفةً للعطْرِ والوردِ الخجولِ

ولها أعمدةٌ من كلماتْ

وممرّاً بارداً يسْبَحُ في ظلٍّ ظليلِ

حَرَسَتْهُ الكلماتْ

* * *

عُمْرُنا نحنُ نذرناهُ صلاةْ

فلمن سوف نُصلِّيها ... لغير الكلماتْ ؟



لكوليرا

سكَنَ الليلُ

أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ

في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ

صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ

حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ

يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ

في كلِّ فؤادٍ غليانُ

في الكوخِ الساكنِ أحزانُ

في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ

في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ

هذا ما قد مَزَّقَـهُ الموت

الموتُ الموتُ الموتْ

يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ

* * *

طَلَع الفجرُ

أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ

في صمتِ الفجْر, أصِخْ, انظُرْ ركبَ الباكين

عشرةُ أمواتٍ, عشرونا

لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا

اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين

مَوْتَى, مَوْتَى, ضاعَ العددُ

مَوْتَى , موتَى , لم يَبْقَ غَدُ

في كلِّ مكانٍ جَسَدٌ يندُبُه محزونْ

لا لحظَةَ إخلادٍ لا صَمْتْ

هذا ما فعلتْ كفُّ الموتْ

الموتُ الموتُ الموتْ

تشكو البشريّةُ تشكو ما يرتكبُ الموتْ

* * *

الكوليرا

في كَهْفِ الرُّعْب مع الأشلاءْ

في صمْت الأبدِ القاسي حيثُ الموتُ دواءْ

استيقظَ داءُ الكوليرا

حقْدًا يتدفّقُ موْتورا

هبطَ الوادي المرِحَ الوضّاءْ

يصرخُ مضطربًا مجنونا

لا يسمَعُ صوتَ الباكينا

في كلِّ مكانٍ خلَّفَ مخلبُهُ أصداء

في كوخ الفلاّحة في البيتْ

لا شيءَ سوى صرَخات الموتْ

الموتُ الموتُ الموتْ

في شخص الكوليرا القاسي ينتقمُ الموتْ

* * *

الصمتُ مريرْ

لا شيءَ سوى رجْعِ التكبيرْ

حتّى حَفّارُ القبر ثَوَى لم يبقَ نَصِيرْ

الجامعُ ماتَ مؤذّنُهُ

الميّتُ من سيؤبّنُهُ

لم يبقَ سوى نوْحٍ وزفيرْ

الطفلُ بلا أمٍّ وأبِ

يبكي من قلبٍ ملتهِبِ

وغدًا لا شكَّ سيلقفُهُ الداءُ الشرّيرْ

يا شبَحَ الهيْضة ما أبقيتْ

لا شيءَ سوى أحزانِ الموتْ

الموتُ, الموتُ, الموتْ

يا مصرُ شعوري مَزَّقَـهُ ما فعلَ الموتْ



غرباء

أطفئ الشمعةَ واتركنا غريبَيْنِ هنـا

نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا?

يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ

يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ

سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا:

مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ

غُربَاءْ

اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيـرِ

كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعـوري

دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرا

وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى

أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري

إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,

غُربَاءْ

مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ

كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ

مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ

خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي

خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ

أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ

غُربَاءْ

أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ

يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف

أو لا تُبْصرُ ? عينانا ذبـولٌ وبـرودٌ

أوَلا تسمعُ ? قلبانا انطفاءٌ وخُمـودُ

صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ

ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ

غُربَاءْ

نحن من جاء بنا اليومَ ? ومن أين بدأنـا ?

لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين .. فدَعنـا

نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا

بعضُ حـبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا

آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا

قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا

غُربَاءْ


في وادي العبيد

ضاع عُمْري في دياجيرِ الحياة

وخَبَتْ أحلامُ قلبــي المُغْرَقِ

ها أنا وحدي على شطِّ المماتِ

والأعاصيــرُ تُنادي زورقي

ليس في عينيّ غيـرُ العَبَراتِ

والظلالُ السودُ تحمي مفرقي

ليس في سَمْعيَ غيرُ الصَرَخاتِ

أسفاً للعُمْـــرِ، ماذا قد بَقِي ؟



سَنَواتُ العُمْر مرّت بي سِراعا

وتوارتْ في دُجَى الماضي البعيدْ

وتبقَّيْتُ على البحْر شِراعـا

مُغرَقاً في الدمْع والحزنِ المُبيدْ

وحدتـي تقتلُني والعُمْرُ ضاعا

والأَسى لم يُبْقِ لي حُلماً "جديدْ"

وظلامُ العيْش لم يُبْقِ شُعَاعـا

والشَّبابُ الغَضُّ يَذْوي ويَبِيـدْ



أيُّ مأساةٍ حياتي وصِبايــا

أيّ نارٍ خلفَ صَمْتي وشَكاتي

كتمتْ روحي وباحتْ مُقْلتايا

ليتها ضنّتْ بأسـرار حياتـي

ولمن أشكو عذابـي وأسَايا ؟

ولمن أُرْسـلُ هذي الأغنياتِ ؟

وحوالـيَّ عبيـدٌ وضحايـا

ووجودٌ مُغْـرَقٌ فـي الظُلُماتِ



أيُّ معنىً لطُموحي ورجائـي

شَهِدَ الموتُ بضَعْفـي البَشريّ

ليس في الأرض لُحزْني من عزاءِ

فاحتدامُ الشرِّ طبْعُ الآدمــيِّ

مُثُلي العُلْيا وحُلْمي وسَمَائـي

كلُّها أوهامُ قلبٍ شاعــريِّ

هكذا قالوا ... فما مَعْنى بَقائي ؟

رحمةَ الأقدارِ بالقلب الشقــيِّ



لا أُريدُ العيشَ في وادي العبيـدِ

بين أَمواتٍ ... وإِن لم يُدْفَنـوا

جُثَثٌ ترسَفُ في أسْرِ القُيــودِ

وتماثيلُ اجتـوتْها الأَْعيُـــنُ

آدميّونَ ولكـنْ كالقُــرودِ

وضِبَاعٌ شَرْســةٌ لا تُؤمَــنُ

أبداً أُسْمعُهـم عذْبَ نشيـدي

وهُمُ نومٌ عميـقٌ مُحْـــزنُ



قلبيَ الحُرُّ الـذي لم يَفْهمـوهُ

سوف يلْقَى في أغانيــه العَزَاءَ

لا يَظُنّوا أَنَّهم قـد سحقـوهُ

فهو ما زالَ جَمَالاً ونَقَــاءَ

سوف تمضي في التسابيح سِنوهُ

وهمُ في الشرِّ فجراً ومســاءَ

في حَضيضٍ من أَذاهْم ألفـوهُ

مُظْلمٍ لا حُسْنَ فيه ، لا ضياءَ



إِن أَكنْ عاشقةَ الليلِ فكأسـي

مُشْرِقٌ بالضوءِ والحُبِّ الوَريقِ

وجَمَالُ الليلِ قد طهّرَ نفسـي

بالدُجَى والهمس والصمْتِ العميقِ

أبداً يملأ أوهامــي وحسِّـي

بمعاني الرّوحِ والشِعْرِ الرقيـقِ

فدعوا لي ليلَ أحلامي ويأسي

ولكم أنتم تباشيرُ الشُــروقِ
غزاله
11-14-2010, 10:14 PM
غرباء

أطفئ الشمعةَ واتركنا غريبَيْنِ هنـا

نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا?

يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ

يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ

سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا:

مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ

غُربَاءْ

اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيـرِ

كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعـوري

دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرا

وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى

أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري

إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,

غُربَاءْ

مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ

كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ

مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ

خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي

خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ

أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ

غُربَاءْ

أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ

يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف

أو لا تُبْصرُ ? عينانا ذبـولٌ وبـرودٌ

أوَلا تسمعُ ? قلبانا انطفاءٌ وخُمـودُ

صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ

ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ

غُربَاءْ

نحن من جاء بنا اليومَ ? ومن أين بدأنـا ?

لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين .. فدَعنـا

نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا

بعضُ حـبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا

آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا

قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا

غُربَاءْ


في وادي العبيد

ضاع عُمْري في دياجيرِ الحياة

وخَبَتْ أحلامُ قلبــي المُغْرَقِ

ها أنا وحدي على شطِّ المماتِ

والأعاصيــرُ تُنادي زورقي

ليس في عينيّ غيـرُ العَبَراتِ

والظلالُ السودُ تحمي مفرقي

ليس في سَمْعيَ غيرُ الصَرَخاتِ

أسفاً للعُمْـــرِ، ماذا قد بَقِي ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://1964.yoo7.com
 
وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ندا الفخرانى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: